تنطلق اليوم فعاليات الدورة 70 من مهرجان برلين السينمائي الدولي (البيرلينالي) مع فيلم الافتتاح الكندي الأيرلندي My Salinger Year عن قصة كاتبة شابة تعمل كمساعدة بوكالة ناجحة للأعمال الأدبية لتتولى مسؤولية الرد على خطابات المعجبين. ويوثق الفيلم ملامح عالم الأدب في نيويورك قبل الثورة الرقمية حسب تعريف المهرجان له، بحضور 18 فيلما للمنافسة في المسابقة الرسمية للحصول على الدب الذهبي، وهذا العام لجنة التحكيم برئاسة الممثل البريطاني جريمي آيرونز، وضمن لجنة التحكيم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، تغيب السينما العربية عن هذه الفئة من المنافسة، لكنها تحضر في عروض البانوراما من خلال الفيلم الوثائقي الجزائري نرجس لكريم عينوز، ولديها حضور في الفيلم القصير. وهذه لمحة عن أبرز الأفلام العربية التي تشارك هذا العام في قسم Forum Expanded، فمن مصر: فيلم الموعود، إخراج أحمد الغنيمي، ومعظم ما يلي حقيقي، إخراج ماجد نادر، ومن فلسطين: فيلم Born of the إخراج آيرين أنستاس ورينيه جابري، إنتاج فلسطين وأمريكا، وفيلم Letters to a friend، إخراج إميلي جاسر، إنتاج فلسطين وأمريكا. أما لبنان فتشارك بفيلم الهبوط، إخراج أكرم زعتري، إنتاج لبنان والإمارات. كما تشارك أيضا في قسم Forum بفيلم: كما في السماء كذلك على الأرض، إخراج سارة فرانسيس. ويحضر، عربيا أيضاً، اسم المخرجة المصرية هالة لطفي كعضو في لجنة التحكيم للعمل الأول، هذه الفئة التي فاز بها قبل سنوات الفيلم التونسي منحبك هادي للمخرج محمد بن عطية، وحصل أيضا مجد مستورة بطل الفيلم على جائزة أفضل ممثل، ويجدد مركز السينما العربية حضوره هذا العام والذي بدأ منذ خمس سنوات في السوق، ويعنى بفتح أبواب التلاقي مع منتجي وداعمي السينما من حول العالم، هذا من شأنه يجعلنا نعود قليلا إلى الوراء للحديث عن الحضور العربي في السنوات الماضية، مثل وجود المنتجة والمخرجة التونسية درة بشوشة كعضو لجنة تحكيم في المسابقة الرسمية في الدورة 67، التي شهدت أيضا تكريم الناقد السينمائي المصري الراحل سمير فريد ليكون أول عربي يحصل على برينال الكاميرا التي يقدمها المهرجان لثلاث شخصيات سينمائية عالمية إيمانا منهم للمجهود الذي بذلوه من أجل السينما، في تلك الدورة أيضا حصل الفيلم الوثائقي الفلسطيني اصطياد أشباح للمخرج رائد انضوي على جائزة أفضل فيلم وثائقي، هذا القسم الذي شهد حضور الفيلم السعودي الروائي الطويل بركة يقابل بركة في الدورة 66 للمخرج محمود صباغ الذي يستعد حاليا بصفته مديرا لمهرجان البحر الأحمر ليعطي بصمته في عالم السينما، وفي تلك الدورة أيضا وفي نفس القسم تم عرض الفيلم المصري آخر أيام المدينة للمخرج تامر سعيد. في المقابل كان الحضور العربي العام الماضي في البانوراما مثل الفيلم السوداني «اوف سايد الخرطوم» للمخرجة مروى زين، وفيلم «وسترن ارابس» للمخرج الفلسطيني عمر الشرقاوي، وفيلم «وردة» للمخرج اللبناني غسان سلهب. هذه أمثلة ليست بغرض الحصر، بل لها علاقة بملامح عامة للوجود العربي في مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي يعتبر افتتاحا لمشاهدة إنتاجات السينما الجديدة، والذي أيضا يتزامن هذا العام مع فايروس كورونا الذي سيحرم عددا من الصينيين من نقاد وصحفيين ومخرجين وفنانين من الوجود، وبدورها أكدت إدارة المهرجان أنها استعدت بشكل كامل بتوفير كل سبل الوقاية لضيوفها. 10 أيام كفيلة بأن تكون شاهدًا على إنتاجات السينما من حول العالم، والتي تجعلك كمحب ومتابع للسينما تتقرب عن ما شغل المخرجين وكتاب السيناريو لقصص يريدون تصديرها للعالم، فالأفلام حكاية تجد لها مكانا دائما في نفسك مهما كانت لغتك وثقافتك، وهذا هو سحر السينما اللغة العالمية التي توحد الشعوب.