ضج الناس في تويتر والواتساب بسبب يكاد يكون لا سبب، وهو أن وزارة الشؤون البلدية والقروية قررت أن تلغي بعضا من اشتراطاتها التي كانت إلزامية على المطاعم، وأن تكون خيارا للمستثمر، وهو (إلزام المطاعم بمدخل عوائل- مدخل أفراد). أُلغي هذا الشرط، وبادرت بعض المطاعم بإزالة لافتات (عوائل- أفراد) وترتيب مطاعمها بحسب زبائنها، وما ترى أنه أفضل لاستثمارها. بعض الضاجين في السوشيال ميديا هددوا بمقاطعة المطاعم على هذا الانفتاح (الجائر)!، وكأن المطاعم ستقدم لهم لحم حمير، والعياذ بالله، متجاهلين أن كثيرا من المطاعم ستبقى إلى ميلها في التصنيف (عوائل- أفراد)، وذلك بدون شرط إلزامي من البلدية. في السابق كثير ما كان يضايق بعض العوائل، عندما تطلب مكانا أكثر اتساعا، أو يطل على جهة يحددونها، لكنهم يواجهون بالرفض على الرغم من أن المكان شاغر، لأنه مكان مخصص للأفراد وهو ممنوع، بحسب اشتراطات البلدية. المستثمر اليوم أصبح أكثر حرية، والبلدية أكثر مرونة، وبعض الجمهور غاضب من المدخل الذي خرج من دائرة التصنيف المحلية الصرفة، والتي تجعل الزائر الجديد في حرج من أمر الدخول، فكلمة الأفراد في الحقيقة تشمل الفرد أنثى وذكرا، كذلك كلمة العزاب تشمل الجنسين، لكنها في مطاعمنا كانت تعني (الذكور فقط سواء كانوا عزابا أو جماعات)، أما العوائل فهي مأزق آخر.. فالسيدات لوحدهن بدون رجل حتى لو كن صديقات هن في عرف هذا التصنيف (عوائل) ولسن أفرادا، والسيدة لوحدها سواء كانت مطلقة.. أرملة.. عزباء.. متزوجة هي عوائل حتى لو كانت فردا! السعودية الجديدة ترحب بالعالم، وبالمستثمر أيضا، وبعض الوزارات المعنية بالاستثمار أصبحت أكثر مرونة، فألغت كثيرا من الاشتراطات التي كانت تقف حجر عثرة أمام بعض المستثمرين، وليس تصنيف المدخل فقط. إن إلغاء هذ الشرط البسيط جدا ليس جريمة، ولا هو خروج عن الملة، هو ترتيب يخضع لرغبة صاحب الشأن (المستثمر)، ومن باب أولى يعرف ماذا يريد زبائنه، فهو لن يرتب مساحات كبيرة ويجعلها للفراغ، من أجل زبائن يزورونه في مواسم الإجازات! * كاتبة سعودية [email protected]