أصبحت سمعة أردوغان مفضوحة أمام العالم، برغبته في ابتلاع الدول وتأجيج الصراعات فيها، ولم يعد هناك رأيان أن التدخل التركي في ليبيا، الدولة العربية الأصيلة، ما هو إلا عبارة عن «غزو» بمعنى الكلمة، خصوصا أن تركيا ما زالت تعوِّل على جماعة الإخوان في إحياء مشروعها الإمبراطوري التوسعي في الشرق الأوسط. لقد وجه مؤتمر برلين بشأن الأوضاع فى ليبيا صفعة قوية للنظام الأردوغاني العثماني، وذهب رئيس النظام التركي يستجدي الدعم من الجزائر، الدولة العربية الأصيلة التي رفضت على الدوام مبدأ تأجيج النزاعات، فضلا عن التزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية. لقد تجاوز أردوغان الخطوط الحمراء بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم الحكومة الإخوانية وأصبح مكشوفا أمام العالم أجمع؛ باستمراره دعم المليشيات الإرهابية فى ليبيا، وأضحى دوره في التدخلات السافرة في الصراع الليبي محط أنظار العالم واستيائه. إن تدخل النظام التركي زاد الطين بلة وحول ليبيا لبؤرة إرهاب، حيث تفنن النظام الأردوغاني في التخريب والتدخل السافر في شؤون ليبيا الداخلية. لقد أصبحت المؤسسات الاقتصادية التركية هشة مع استمرار الأزمة الاقتصادية، وبات النظام يترنح بشكل كبير خلال الفترة الراهنة مع تزايد المعاناة والأوضاع الاقتصادية السيئة، ومن المؤكد أن الشعب التركي لن يرضى بديكتاتورية أردوغان وإخفاقاته في التعامل مع الأزمات الاقتصادية والسياسية خلال الفترة القادمة، خصوصا أن رؤوس الأموال في تركيا أصبحت تهرّب إلى الخارج بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية خلال الفترة الراهنة وفشل السياسات الاقتصادية. إن إصرار أردوغان على إرسال مسلحين إلى ليبيا يؤكد صواب النظرية التي تفيد بأن تنظيم داعش من اختراع أجهزة المخابرات التركية. ويرى أردوغان في المليشيات الليبية المسيطرة على طرابلس جزءا من أمن «تركيا الإقليمي»، لكنه في الواقع يقصد سطوته على التنظيمات المرتبطة بأحزاب الإسلام السياسي والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. أردوغان.. يهيم في الأرض ويستجدي.. ويهذي.. وسيكون مصيره الخذلان.