فى إطار سياسة قائمة على استهداف الاستقرار العربي تسعى تركيا وفقاً للوقائع الملموسة إلى استصدار موافقة برلمانية لإرسال قوات إلى ليبيا في تصعيد خطير للأزمة وتقويض استقرار المنطقة حيث يمارس النظام التركي تأجيج الصراعات الإقليمية ودعم الجماعات الارهابية، عبر توفير الملاذ الآمن والدعم العسكري واللوجستي لتنظيمات ومليشيات مارقة. وحذر خبراء ومحللون من خطورة المشروع التركي على استقرار المنطقة، وضرورة التصدي لمخططات أردوغان التدميرية وتدخلاته في العديد من دول المنطقة. وحول ذلك قال د. مسعود حسن المحلل السياسي إن تركيا تسعى إلى لعب أدوار إقليمية عديدة ودعم الجماعات الإرهابية منذ مجيء أردوغان للحكم، حيث تسيطر عليه أوهام عودة الإمبراطورية العثمانية، مستغلًا الفراغ الأمني والصراعات والأوضاع الاقتصادية لبعض الدول بالمنطقة للتدخل بشؤونها والتأثير في قراراتها. وأضاف ل(البلاد) أن أنقرة دعمت حركات إرهابية في سوريا من أجل قمع الأكراد، والأمر ذاته في العراق، كما تتحدى القرارات الأممية بتوريد السلاح للمليشيات في ليبيا، وتتواجد في الصومال ومناطق أخري، بهدف مد نفوذها في الإقليم. وأشار “حسن” إلى أهداف أخرى لأردوغان من التدخل في الدائرة العربية منها: السيطرة على ثروات بعض الدول، والهيمنة على الحركة التجارية بالمنطقة، وفتح أسواق جديدة للمنتجات التركية خاصة السلاح ، لافتا إلى أن أردوغان ساهم في نشر الفوضى بالشرق الأوسط لتحقيق أجندته، ووفر ملاذًا آمنًا ودعمًا لوجستيًا لجماعات إرهابية ومتطرفة، مما أضر بسمعة تركيا وخلف تداعيات سلبية على الأوضاع الداخلية، حيث تزايدت المعارضة للنهج الأردوغاني، كما يعاني الاقتصاد بشدة. غضب شعبي بدوره قال د.حسام الغايش الخبير الاقتصادي إن المواطن التركي يعيش حالة من المعاناة في ظل ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم والبطالة، بينما يجد نفسه يدفع الضرائب من أجل مغامرات أردوغان الخارجية، ودعم قنوات إرهابية تحريضية تعادي بعض الأنظمة الوطنية في المنطقة، ما يزيد من غضب المواطن التركي إزاء علاقات بلاده بالتنظيمات والمليشيات الإرهابية، ووجودها على الأراضي التركية. وأضاف ل(البلاد) أن أصوات المعارضين الأتراك الذين يطالبون بطرد الإرهابيين من تركيا تصاعدت كثيرًا، وكان آخرها هجوم كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض على أردوغان، وتوجيه انتقادات حادة له بسبب علاقاته المتوترة مع معظم الدول العربية بسبب الجماعات الإرهابية، حيث طلب أوغلو من الرئيس التركي التخلي عنهم لأنهم يمثلون العقبة الرئيسية في وجه أي محاولات لتصحيح العلاقات الخاطئة، التي كرسها أردوغان مع الدول العربية. وأوضح “الغايش” أن أوغلو أشار لتقديم أردوغان الملاذ الآمن والدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية، مما أغضب الأتراك من الرئيس، كونه ورط الدولة في جرائم هذه الجماعات الإرهابية، وتآمر على دول المنطقة وكان سببًا رئيسيًا فى تدهور الأوضاع في سورياوالعراق وليبيا، حيث يرى المواطن التركي توفير التدريب وعلاج وتأهيل العناصر الإرهابية ونقلهم إلى مناطق الصراع بإشراف مخابراتي، كما يقوم أردوغان بنهب ثروات الدول خاصة النفطية منها، مقابل الدعم العسكري لتنظيمات وجماعات إرهابية ومتطرفة. السيناريو الإيراني ويرى هشام البقلي مدير مركز سلمان زايد للدراسات بالشرق الأوسط أن النظام التركي يكرر سيناريو نظيره الإيراني في تأجيج الأزمات ودعم الإرهاب. وأضاف ل(البلاد) لذلك نجد النظام التركي يسعى جاهدا لدعم الحركات والتنظيمات التي تخدم أهدافه ومخططاته، لكن هذا سيؤدي به إلى الوضع الحالي الذي نراه في إيران على المستوى الاقتصادي، من حيث تراجع النمو وزيادة عجز الموازنة العامة وارتفاع المؤشرات السلبية للاقتصاد، مما ضاعف معاناة المواطنين وأشعل غضبهم على النظام.