عندما يذكر مصطفى إدريس -يرحمه الله- نذكر معه حياة إنسان تحتاج إلى توثيق مختلف، حتى تعيشها الأجيال المتعاقبة وتتمثلها، وتأخذ منها العبرة وتستمد منها القوة وصدق المواطنة والتضحية لإعلاء قيمة الإعلام. مصطفى إدريس، الإنسان الذي إذا طلبت مشورته، أعطاك من فيض خبرته وعلمه وتجاربه سواء في مجال الصحافة أو على مستوى حياتك الشخصية، متواضع، وبسيط. وغير متكلف وفوق ذاك جسور وصلب في مواجهة المواقف الصعبة. من المعيب أن يُتجاهل هذا الرمز من المثقفين أو الحركة الأدبية، إذ لم يحض بالتكريم سوى عبر بادرة نظمها الجميل رئيس تحرير "عكاظ" الزميل جميل الذيابي الذي احتفى به مع الزميل الراحل تركي السديري في ليلة وفاء حضرها نخبة من الأدباء والصحافيين. وإذا كنا نفتقد ثقافة الاحتفاء برموزنا وتقدير ريادتهم، والاحتفاء بهم في حياتهم.. فعلى الأقل يجب أن نتذكرهم بعد وفاتهم! نحن بحاجة اليوم لغرس قيم الوفاء في نفوس الأجيال هو من باب تعزيز وتعظيم قيم الوطن عند الإنسان، وما أحوجنا إلى ذلك، وأجدرنا بالعناية به وتحقيقه. إنسان بحجم مصطفى رحمه الله، أعطى الكثير لبلده، من إحساسه وعلمه وأخلاقه وإنسانيته وأدبه، جدير أن يكرَّم ويقدر ويخلد اسمه.. رحمك الله، يا مصطفى وغفر لك وتولاك بعنايته، كنت كبيراً بكل ما فيك، عشت معنا في هذه الحياة فكنت ملء السمع والبصر، وتركتنا وتركت لنا الكثير من الأحزان، فلك منا عظيم الدعاء.