الفلسفة بين الوهم والحقيقة علي حرب - لبنان تاريخ الفلسفة، بما ينطوي عليه من التعدد والاختلاف أو التعارض والتضارب، في التصورات والآراء، لا يشهد للفلاسفة بل ضدهم، أي ضد الزعم بامتلاك الحقيقة. والشاهد أن بعض الفلاسفة يكتبون آلاف الصفحات دون أن يصلوا إلى بغيتهم، في ما يريدون البرهنة عليه. لأن المهمة مستحيلة، فالبحث لا ينتهي ولا يكتمل. والدرس المستخلص، هو كسر منطق القبض، فما نقوله عن الواقع ليس مرآة الحقيقة، بل هو مجرد قراءة تنتج حقيقتها وتولد أثرها ومفاعيلها، بوصفها مقاربة فعالة تشكل إمكاناً للتفكير، في ما يخص معنى الكائن ومعيار الحقيقة أو حدود المعرفة. التعليم لا يكفي للانعتاق من التخلف إبراهيم البليهي - السعودية إن معيار التحضر لدى الشعوب هو القدرة على التغير، وإذا كنا نلجأ إلى تعبئة أجيالنا بأفكار ضد التغيير فلن نتمكن من التقدم، علينا أن ننمي لديهم الوعي النقدي والتأمل في المفاهيم والأيديولوجيات ومراجعتها بنظرة محايدة بعيداً عن التعصب الأعمى. إن تحدي التفكير التقليدي هو الأساس للخروج من التخلف الذي هو تراكم تلقائي أما التقدم وبناء الحضارة فيتم بالجهد والتمحيص والنقد والمراجعة. في المجتمعات المتخلفة لا يعرفون لماذا هم متخلفون؟، لذا اختلف مع من يظن أن التعليم سبب لانعتاق المجتمعات من التخلف، بل قد يكون في اتجاه معاكس تماماً، إلا إذا تحول إلى توجه عام في المجتمع والمدارس والمساجد، عندها نتحول إلى ثقافة التسامح والتعايش. ماذا كسب المسلمون من تقدم العالم؟ زكي الميلاد - السعودية تقوم فلسفة هذا التساؤل على أساس استعادة العلاقة مع فكرة التقدم، وتغليب هذه الفكرة، وإعطائها صفة الأفضلية، وتحريكها وإدماجها في مجالنا التداولي، والعمل على تحويلها إلى أن تصبح فكرة مركزية في خطابنا الفكري والثقافي، وذلك بعد أن تراجعت هذه الفكرة وانكمشت وكادت تغيب وتتلاشى. وفي هذا النطاق كذلك، يحاول هذا التساؤل أن يكون التقدم هو منظورنا إلى العالم، نريد تحصيل التقدم من العالم، ونواكب العالم في تقدمه، فالعالم يتقدم من حولنا ويشهد ثورات كبرى ومتلاحقة تثير الدهشة والإعجاب، ونحن في مكان آخر، كنا وما زلنا على هذا الحال منذ أن مرت علينا الثورة الصناعية الكبرى في أوروبا مطلع القرن العشرين، إلى هذا الوقت الذي تمر علينا فيه الثورة الصناعية الرابعة.