يدشن فريق ليفربول بطل أوروبا والعالم ومتصدر البريميرليغ مشواره في كأس الاتحاد الإنجليزي اليوم عندما يواجه مهمة أكثر صعوبة، إذ يلتقي جاره إيفرتون على ملعب «أنفيلد» في الدور ال4 من البطولة. ورغم أن 10 مراكز و33 نقطة تفصل بين الفريقين في جدول الدوري الممتاز، إلا أن مباراة الكأس تشكل فرصة أمام إيفرتون لتفجير مفاجأة أمام ليفربول. وسبق للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني الجديد لإيفرتون، تذوق طعم الانتصار على ليفربول مرات عدة من قبل، وذلك عندما كان مدربا لكل من ميلان وتشيلسي وريال مدريد ونابولي. لكن المدرب الإيطالي يدرك أن مهمته لن تكون سهلة هذه المرة أمام ليفربول حامل لقب دوري أبطال أوروبا، الذي حافظ على سجله خاليا من الهزائم في الدوري الممتاز. وقال أنشيلوتي: «إذا أردت التغلب على ليفربول، فعليك تقديم أداء رائع، فالجميع يعرف أن الأداء العادي لن يكون كافيا». وواصل: «يجب أن يكون كل شيء مثاليا، ويجب تفادي الأخطاء، والعمل بجدية والتضحية، إذا أردنا التغلب عليهم، فعلينا تقديم مباراة مكتملة». ويعيش ليفربول أجواء إيجابية بعد تتويجه بكأس العالم للأندية، وهو يسير في طريق تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة في تاريخ الدوري الإنجليزي والدوريات الأوروبية الكبرى، إذ يقترب من تحقيق الرقم القياسي لعدد النقاط خلال موسم واحد في الدوري الإنجليزي، المدون باسم ماشستر سيتي. وحقق مانشستر سيتي رقمه القياسي حين توج باللقب في موسم 2017-2018 محققا 100 نقطة، بزيادة 5 نقاط عن الرقم السابق المسجل باسم تشيلسي في موسم 2014-2015. كما حقق السيتي رقما قريبا الموسم الماضي حين توج باللقب برصيد 98 نقطة متفوقا بنقطة واحدة على ليفربول صاحب المركز الثاني. غير أن الفوز 2-0 على شيفيلد يونايتد في الدوري، مساء الخميس، رفع رصيد ليفربول إلى 58 نقطة من إجمالي 60 نقطة بعد خوضه 20 مباراة، وهي الحصيلة نفسها التي حققها مانشستر سيتي في المرحلة ذاتها قبل عامين. وانتصر ليفربول 19 مرة وتعادل في مباراة وحيدة بمعدل 2.9 نقطة للمباراة الواحدة، وهو ما يعني فتح الباب أمام إمكانية تحقيق الفريق 110 نقاط في 38 مباراة، وهو رقم إذا ما تحقق سيكون قياسيا أيضا على مستوى مسابقات الدوري ال5 الكبرى في أوروبا. وحتى في حالة خسارة مباراتين أو التعادل بضع مرات، فإن ليفربول بإمكانه تخطي رقم سيتي المسجل في 2018. ومنذ الخسارة أمام سيتي قبل عام، لم يتجرع ليفربول طعم الخسارة في الدوري الإنجليزي، وحصل على 101 نقطة من 37 مباراة لعبها خلال هذه الفترة. فريقان فقط، إضافة إلى ليفربول، نجحا في قضاء فترة عام كامل دون خسارة في الدوري الإنجليزي، الفريق الأول هو آرسنال الذي وصف بأنه لا يقهر في موسم 2003-2004 (خاض 49 مباراة في الدوري دون خسارة)، والثاني تشيلسي (40 مباراة) في الفترة من أكتوبر 2004 وحتى نوفمبر 2005. ومنذ آخر هزيمة أمام سيتي، حقق ليفربول 32 انتصارا في 37 مباراة في الدوري، بمعدل 2.7 نقطة للمباراة الواحدة. وإذا كان التتويج بأول لقب للدوري منذ موسم 1989-1990 بات مسألة وقت، فإن ليفربول لا يزال أمامه الكثير إذا أراد معادلة الإنجازات القارية الكبيرة. وربما يكون بإمكان ليفربول تحطيم رقم آرسنال بخوض 49 مباراة دون هزيمة خلال هذا الموسم، لكن معادلة رقم ميلان المذهل بخوض 58 مباراة دون هزيمة في الدوري الإيطالي في الفترة من 1991 إلى 1993 يبدو أمرا بعيد المنال، إذ يحتاج إلى مواصلة مسيرته دون تلقي أي هزيمة حتى نوفمبر القادم. كما أن محاولة تحطيم الرقم البريطاني تبدو مهمة شاقة للغاية، إذ تصعب معادلة إنجاز سيلتيك بخوض 62 مباراة في الدوري دون خسارة في الفترة ما بين 1915 و1917. وفي اليوم ذاته، يستضيف تشيلسي نوتيتغهام فورست، بينما يحل توتنهام هوتسبير ضيفا على ميدلزبره. وتبدو هذه البطولة فرصة للفرق الصغيرة والمغمورة لتفجير المفاجآت أمام الكبار، في البطولة الأكثر شهرة في كرة القدم البريطانية. ليفربول هذا الموسم لعب 20 فاز 19 تعادل مباراة النقاط 58