عاشت «عكاظ» ميدانيا ساعات مع المجاهدين في منطقة جازان، رجال عاهدوا الحدود بالحماية، وملاحقة كل عابث ومعتد، ينامون بعيون مفتوحة، مهاراتهم مشهودة في مواجهة الجبال والتضاريس القاسية، وفي أعالي جبال هروب رصدت الصحيفة أحد أفرادهم، يحيى جابر المالكي برفقة نجله «محمد» يدافعان عن تراب الوطن، إذ ذاع صيت الأب بمهارة «قص الأثر» في الرمال وبين التلال والصخور، يقول القصاص إنه ورث هذه المهارة منذ نعومة أظفاره من جماعته التي تقطن في المناطق الجبلية، وأورث المهنة لابنه محمد الذي يتناوب معه في أداء المهنة عبر «الورديات».. كم عثر القصاص من مهربين ومجهولين ومتسللين. يقول «أعرفهم وما يحملونه، وهذه سر مهنتي». في المقابل يقول متسللون قبض عليهم المجاهدون في بطون الأودية وسفوح الجبال ومخابئها ل«عكاظ»، إنهم قطعوا مسافات طويلة ولم يتوقعوا قدرة المجاهدين في التتبع والملاحقة برغم تواريهم في جنح الظلام أو بين الصخور العاتية. يقول المتحدث باسم فرع الإدارة العامة للمجاهدين بمنطقة جازان خالد عبدالله قزيز ل«عكاظ»، أثناء مرافقة «عكاظ» للفرق الخاصة بتتبع الجبال والشريط الحدودي: «إن حدود مسؤولياتهم تتمدد في المحافظات الحدودية الطوال والحرث والجبلية الداخلية التابعة لقطاع الدرب لمواجهة حالات التهريب والتسلل، وإن المجاهدين يخضعون لدورات تدريبية، إذ يعد التأهيل ركيزة مهمة في إعداد أفراد المجاهدين للتعامل مع خصوصية وطبيعة وتضاريس المناطق المختلفة. وأثبت الرجال قدراتهم ومهاراتهم في كل المهام التي أوكلوا بها ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل خدمة الوطن». ويكشف قزيز، أنه في إطار تنفيذ مسؤولياتهم في مكافحة تهريب وترويج المخدرات والمسكرات، ومنع المتسللين، تمكن أفراد المجاهدين في العام الماضي والأشهر الثلاثة الأخيرة من ضبط (290) مهربا، (5323) متسللا من جنسيات مختلفة. كما ضبط المجاهدون في حوزة المتهمين (12) قطعة سلاح، و(3016) طلقة حية متنوعة ومخزن سلاح، وضبط (164841) من الحشيش المخدر، و(2586) قرص كبتاغون و(7312) لترا من الخمور، إضافة إلى (21899) من نبات القات. حصيلة عام و3 أشهر في مركز هروب التقت «عكاظ» بعدد من أفراد المجاهدين منهم عدوان العتيبي المكلف بالمشاركة في كمائن وسط الأودية والجبال الوعرة، «لوعورة التضاريس أستهلك وقتا طويلا في التنقل من مكان إلى آخر وأفضل السير راجلا خصوصا في الكمائن الليلية أضحى الأمر عاديا لي ولزملائي الذين يتسابقون في أداء الخدمة في كل نوبة أدرك بأني سأواجه أعداء يتربصون بي ولا يترددون في إيذائي، ويزيدني ذلك قوة وصلابة للمواجهة والدفاع عن وطني». ويضيف زميله التليدي: «عائلتي فخورة بي وأنا أؤدي واجبي الوطني، لدي أبناء يدرسون في المرحلة الابتدائية وفي حاجة إلي إلا أن والدي أصر على بقائي في مهمتي الوطنية وهو من سيتولى رعايتهم حتى أنتهي من أداء الواجب فالوطن أغلى من كل شيء». من جانبه أوضح آمر مركز هروب عيسى الريثي أنهم يعملون في حدود مسؤولياتهم جنبا إلى جنب مع القطاعات الأمنية وفق منظومة واحدة، وهناك خطط مدروسة لمواجهة المهربين والمتسللين القادمين من الأراضي اليمنية والمخالفين لنظام الإقامة. «التضاريس الجبلية الوعرة لن تثنينا عن واجبنا». العدواني وكمائن الليل