لدينا ذهنية تتعامل مع النساء من مبدأ الضعف والحاجة لدور الرجل الذي يتكفل بالقيام على كل شيء ما يجعلها تابعة له وعالة عليه، وهذه الأيديولوجيا أرهقت الرجال كثيرا، وأصبحت علاقات الزواج تشكل عبئا أكثر من كونها قائمة على التشارك والتعاون من حيث تهميشها لقدرات النساء ودورهن الضروري تجاه أنفسهن وتجاه العلاقات التي يرتبطن بها وتحويلهن إلى كائنات اعتمادية من الدرجة الأولى، بينما تعتقد الكثير من النساء والفتيات بأنهن غير مسؤولات عن تقديم هذا الدور فيما يتحولن إلى مستقبلات للدعم المادي والعاطفي في طريقة الاهتمام التي فرضتها هذه النمطية، حيث إن أي إشارة إلى ضرورة قيام المرأة على شأنها تحدث خللاً وإرباكاً لديها في مفهوم الحب والاهتمام الذي حدد مسبقا في تحديد الأدوار والحقوق والواجبات وتقنينها في طريقة واحدة لا تحتمل التغيير.! طبيعة الحياة المعاصرة تفرض على المجتمع الخروج من نمطية فهم العلاقة بين الرجل والمرأة بناء على تبعية أحدهما للآخر، وتأطير كافة التعاملات في ما بينهما البين بما تمليه هذه النمطية، أي أن النساء والرجال بحاجة إلى إعادة بناء العلاقات على مفاهيم جديدة غير تقليدية يكون كل طرف منهما مستقلاً بحياته عن الآخر، قد يبدو ذلك أمرا صعبا وقد يرد السؤال.. كيف يكون هناك استقلالية بينما يعتبر الارتباط قيدا؟! لأن الارتباط ليس بقيد إلا إذا حولناه بسبب اعتقادنا عنه إلى أعباء من أجل بناء العلاقات على نمطية لا تعمل بالشكل المتوقع منها، وما عادت صالحة في هذا الزمان. تستطيع المرأة إذا استقلت أن تتخذ كافة القرارات في جميع الجوانب العاطفية والاجتماعية والمالية، تستطيع أن تكون مؤهلة للدور الذي تدخل فيه إلى شراكة متكافئة مع الرجل وتكون عوناً له لا عبئا عليه، فيما تمتلك مهارات عالية للتواصل، ستكون عقلانية أكثر من كونها تتناول كل أمور الحياة بالعواطف، وهذا خيار لأي شخص يحترم ويقدر ذاته رجلا كان أو امرأة.