لم يستطع أحد من الذين عاشوا المرحلة الزمنية التي تراوحت بين حقبة السبعينات وبدايات القرن الواحد والعشرين أن يتخيل ما يمكن أن يحدث من متغيرات مجتمعية في المملكة؛ لتغير وجه خارطتها التي بقيت لحقب زمنية طويلة تسير بذات الدائرة، أو ربما نحو خط اجتماعي ثابت، فما الذي حدث حتى يحصل هذا التغيير.. لقد أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خلال رؤيته العصرية في أحد اللقاءات التي عبر عنها صراحة بقوله: «إن السعودية كانت تحتاج إلى علاج بالصدمة لمواجهة الفساد وموجات التطرف»، وهذا يؤكد رغبة وإرادة سياسية تحمل على عاتقها ضرورة تحديث المملكة وتطوير حياة الفرد الثقافية والسياسية والاجتماعية، وبما يمثل تعبيراً حقيقياً يعكس ما يحدث اليوم وفق الرؤية 2030، إلاّ أن التنبؤ بمقدار التغيير الذي جاءت به الرؤية 2030 وآثارها التي أصبحت اليوم تضع لمساتها على طبيعة الحياة في المملكة، لم تكن في الحسبان من حيث المتغيرات التي أحدثت الفارق على الأرض.. لقد قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إن عام 2020 سيكون عام الإنجازات السعودية. ما ورد على لسان ولي العهد لم يأت من فراغ، إذ تتجه أنظار العالم إلى السعودية خلال عام 2020 وهو نفس العام الذي ستتحصل فيه «رؤية 2030» على دفعة قوية في مسيرة التحديث والإصلاح عبر برنامج التحول المحوري الذي تشهده المملكة وفق منطلقات مستقبل جديد خالٍ من الحروب والأزمات وإرساء الأمن والسلام في المنطقة والسلم والاستقرار العالمي. لقد استطاعت المملكة إقناع العالم الصناعي كله، بانتقال دورة قمة 2020 إلى الرياض، ولم تتردد الدول الأعضاء في ذلك؛ خصوصا أن المملكة لديها إستراتيجية 2030، التي تعتبر تغييرا في قواعد اللعبة. وفي عام 2020 سيسطع الحضور السعودي المتألق في قمة العشرين، ويبرز دور الرياض المتنامي على الصعيد الدولي لمصلحة العرب والمنطقة، والعالم الإسلامي، فالروح الجديدة والمتجددة التي تشهدها السعودية مبشرة. لقد نجحت دبلوماسية الأمير محمد بن سلمان.. فعام 20 20 هو عام الحصاد. وتقود المملكة من خلال الرؤية 2030 التغير الاقتصادي والاجتماعي في المملكة والمنطقة، الذي سيسهم في دفع المنطقة بأكملها نحو آفاق أوسع من الازدهار والرفاهية للشعوب بعيدا عن الصراعات والحروب. وتمرّ المملكة حاليا بتحول تاريخي في ظل رؤية المملكة 2030 للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. وعملت السعودية الجديدة المتجددة جاهدة بسياسات وقرارات تاريخية في الداخل والخارج للوقوف في موضعٍ جديد يتوافق مع العالم، ويتقدم عليه في بعض الملفات المهمة، من جهة التحديث والإصلاح والتنمية، ومن جهة محاربة التطرف والإرهاب من الجذور، وتبني قيم الوسطية والاعتدال والتسامح. إنه فجر جديد في عام 2020... ففي عهد قاطرة التحديث.. الإصلاح لا يتوقف.. إنها دولة المؤسسات الحديثة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين أمير الشباب محمد بن سلمان. * كاتب سعودي falhamid2@