كشفت مصادر سياسية ل«عكاظ»، أن إيران تمارس ضغوطا كبيرة على الرئيس العراقي برهم صالح لفرض شخصيةٍ مواليةٍ لها لرئاسة الحكومة الجديدة. ولفتت إلى أن رسائل عدة وصفت ب«المزعجة» وصلت لرئيس الجمهورية من شخصيات عراقية موالية لإيران حملت وعيدا مبطنا. وانقسم العراقيون أمس في ردود فعلهم على تلويح برهم بالاستقالة في مواجهة المعسكر الموالي لإيران الذي يصر على تسمية رئيس وزراء من رحم السلطة، ودعت قوى برلمانية مدعومة من طهران يقودها «تحالف البناء» إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رئيس الجمهورية زاعمة أنه حنث باليمين. وأوضح رئيس هيئة النزاهة السابق حسن الياسري أن تلويح الرئيس بالاستقالة سلوك سياسي لا علاقة له بالدستور. واعتبر سياسيون أن ما قام به الرئيس برهم صالح «فعل وطني» رداً على ضغوط «الأحزاب الفاسدة». ودعت قائمة «النصر» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، صالح إلى التراجع عن الاستقالة، وحضّت القوى السياسية على «ترك عقلية التخوين والاستقواء والهيمنة». فيما وصف «ائتلاف الوطنية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، أن ضغط الموالين لطهران بأنه «هائل»، مرحّباً ب«الموقف الوطني» لبرهم صالح، وداعياً إياه إلى تشكيل «وزارة مصغّرة بالتنسيق مع الأممالمتحدة، وتعيين مفوضية جديدة للانتخابات، على ألا تتجاوز مهمة هذه الحكومة سنة كاملة». ورفض برهم تكليف مرشح كتلة «البناء» البرلمانية أسعد العيداني لرئاسة الحكومة. وكان البعض يأمل أن يوضح المرجع العراقي علي السيستاني في خطبته أمس مستقبل الأزمة الضبابية التي تتعمق. لكنه فاجأ الجميع بالإعلان أنه لن يتطرق إلى الوضع السياسي. ولا يزال الخلاف على الكتلة الأكبر التي أقرها البرلمان العام الماضي، وكانت من نصيب «تحالف سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، يتصدر الواجهة السياسية، فيما كشف تحالف الصدر أمس (الجمعة)، على لسان النائب حسين الجحيشي عن «خيار واحد» لتحالفه في دعم مرشح منصب رئيس الوزراء، مؤكدا أن الكتلة الأكبر هي الإرادة الشعبية، لافتا إلى أن 10 محافظات تظاهرت وخرجت إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاح والتغيير.