على وقع رفض الشارع اللبناني لتسميته وامتناع كتل نيابية عن المشاركة في الحكومة الجديدة، أطلق رئيس الوزراء المكلف حسان دياب استشاراته النيابية غير الملزمة، أمس (السبت)، لتشكيل الحكومة الجديدة والتي دونها عقبات ليس فقط ضرورة تأمين الغطاء السني لها الذي بدا رافضاً له على المستويين القيادي والشعبي، بل وكسب ثقة الشعب الذي بدا أيضا رافضاً لعمليتي التكليف والتأليف التي تقودها السلطة نفسها، وصولاً إلى ضرورة تأمين الغطاء الدولي لها بعدما اتهمت بأنها حكومة اللون الواحد أو حكومة «حزب الله». ولا تقتصر التحديات التي تواجه دياب على الثقة المطلوبة بل سيكون بمواجهة الانهيار الاقتصادي فإما هو قادر على الحد من هذا الانهيار أو أنه سيساهم بما لا يحمد عقباه إن فشلت مهمته. وفيما التقى دياب أمس رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، أعلنت كتلة المستقبل أنها أبلغت الرئيس المكلف عدم المشاركة في الحكومة. وقالت: كنا نتمنى أن تكون الحكومة من اختصاصيين مستقلين عن الأحزاب والقوى السياسية. ولفت رئيس البرلمان نبيه بري إلى أنه بحث مع دياب الإطار الحكومي من حيث الماهيّة والعدد وتوزيع الحقائب. وقال: أكّدت على برنامجي لناحية محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي، وأن يكون تشكيل الحكومة مناسبة للمّ الشمل والإصرار على تمثيل جميع الشرائح بدءًا من الحراك الشعبي و«تيار المستقبل»، مرورًا ب«الحزب التقدمي الاشتراكي» وانتهاءً ب«حزب القوات اللبنانية». من جهته، قال رئيس القوات سمير جعجع «لا نريد شيئاً في هذه الحكومة ولا نريد حقائب وأقصى تمنياتي أن يحذو الأفرقاء السياسيون حذونا.. وواضح ما يريده الناس»، و قال: نريد تصرفات مختفلة بعد 65 يوما في الشارع، داعيا إلى أن تكون الحكومة جديدة كليا، والوزراء مستقلين. واعتبر جعجع في تصريح بعد لقاء وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد هيل أمس، أن بيت القصيد أن يأتي للحكومة اختصاصيون مستقلون ليسوا تحت سلطة القوى التي أوصلت خياراتها إلى ما نحن عليه. ولفت إلى أن الثلاثي الذي أيد دياب عليه أن يختار بين حكومة أخصائيين ليحفظوا مكانهم بالشكل وإلا لن يبقى شيء في البلد، محذرا من أن القوى الدولية لن تقدم شيئاً بمجرد وجود القوى القديمة في الحكومة.