فتح نظام أردوغان على نفسه أبواب الجحيم بعد توقيع اتفاقية «التفاهم» مع حكومة فايز السراح الأسبوع الماضي، التي تقضي بإمكانية التدخل التركي في ليبيا، بل إن الاتفاقية البحرية كرست النفوذ التركي في المتوسط. وبعد التوقيع على هذا الاتفاق، اعترضت كل من اليونان وإيطاليا، وحديثاً دخلت روسيا على خط اعتراض النفوذ التركي في ليبيا، بعد أن صرح الرئيس التركي أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي في ليبيا. أنقرة بدأت تصطدم بالنفوذ الروسي في ليبيا، إذ قال أردوغان إن المرتزقة الروس «فاغنر» لن توقفنا من التدخل في ليبيا، في إشارة واضحة على الاصطدام بين الطرفين رغم العلاقة المتقدمة بينهما، إلا أن التوسع التركي في المنطقة بات يثير مخاوف الدول الكبرى. وفي إطار محاولات التوسع التركي في المنطقة التي تعاني من الفراغ، هاجم رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون دول المنطقة التي تعارض توسع نفوذ بلاده. وتحت عنوان: «مذكرة التفاهم التركية والليبية توثيق للحقوق السيادية لدولتنا»، كتب ألطون في منصة التدوين «مِديوم»؛ أن بلاده من خلال توقيعها مذكرة التفاهم مع حكومة الوفاق الليبية، أظهرت أنها لن تسمح بفرض الأمر الواقع في شرق المتوسط. ويعكس هذا المقال في الواقع حجم المعارضة الدولية والإقليمية للتدخل التركي في ليبيا، ويعكس أيضاً الإصرار التركي على أن يكون لها موطئ قدم على الساحة العربية. لا تحتاج دولة مثل ليبيا إلى مزيد من التدخلات العسكرية الإقليمية، خصوصاً أن الحرب الدائرة على الأرض هي حرب من الأطراف المحلية، وبالتالي وقوف أي طرف خارجي ضد طرف داخلي، يعزز القتال والحرب الأهلية. إن الهدف التركي من التوسع في ليبيا البعيدة عن الجغرافية التركية، هو توسيع دائرة النفوذ على العالم العربي وتعدد أوراق المساومات في الصراعات الدولية على الشرق الأوسط. وتدرك تركيا حجم الفراغ العربي في ليبيا؛ لذا تحاول أن تدخل في سباق مع روسيا على ليبيا لتقاسم الكعكة الليبية النفطية، ذلك أن الاحتكاك الروسي التركي لا يقتصر على الأراضي الليبية في العالم العربي، بل هناك مناطق نفوذ مشتركة في سورية الدولة الإستراتيجية للأمن القومي التركي، ومن هنا يمكن فهم محاولة بسط النفوذ أيضاً في ليبيا عبر حكومة السراج.