بينما نتحدث عن التطوع ونشهد الخطى المتسارعة حول العالم لتبنيه كسلوك اجتماعي حتمي، لا بد من وقفة اعتزاز بقيمنا التي تجعل من التطوع إحدى شمائل الإنسان المسلم السعودي وسمة من أهم سماته. هذا الاتجاه نحو تعزيز التطوع أخذ شكلا مؤسسيا مدفوعا بدعم حكومي في العالم، إيمانا بقيمة التطوع وعوائده الإستراتيجية على الاقتصاد أو على المجتمع، فعلى سبيل المثال تشير تقارير رسمية صدرت عن الولاياتالمتحدة خلال عام 2018 إلى أن أكثر من 30.3% من الأمريكيين انخرطوا في نشاط تطوعي واحد على الأقل خلال العام، بما يعادل 77 مليون متطوع، وأنفقوا نحو 7 مليارات ساعة تطوع تعادل ما قيمته 167 مليار دولار كقيمة اقتصادية، بينما شهدت المملكة المتحدة مشاركة 22% من البريطانيين ممن تتجاوز أعمارهم 16 في برنامج تطوعي واحد على الأقل كل شهر. وفي السعودية يتجلى هذا الاهتمام بالعمل التطوعي كمكوّن من مكونات رؤية الطموح 2030، عبر تقديم الدعم الحكومي اللازم، إذ من المتوقع في 2020 أن تحقق أكثر من ثلث المشاريع التي تديرها منظمات سعودية غير ربحية أثرا اجتماعيا قابلا للقياس. وتماهيا مع هذا الاتجاه يبرز مركز (إثراء) كصرح ثقافي، ورافد من روافد دعم العمل التطوعي، وهو أمر يوليه المركز اهتماما فائقا في كل مبادراته وأنشطته، بل إن الدور الذي يقوم به المركز يتجاوز إطار التمكين إلى العمل على نشر ثقافة التطوع وتطوير أدواتها عبر برامج تأهيلية وتدريبية للمتطوعين، فقد سجل المركز رقما لافتا تمثل في تحقيق ربع مليون ساعة تطوع قدمها أكثر من 3000 شاب وشابة، كما قدم المركز نحو 40 ألف ساعة تدريبية للمتطوعين.