قبل أن تقرأ.. ضع قلبك جانباً.. ودع عقلك يستقبل قولي فعلّ وعسى أن نتغير. تقول بيفرلي سيلز «في مرحلة الشباب نحن نسير من خلال الصعوبات، لكن في الشيخوخة تسير الصعوبات من خلالنا».. مقولتها جعلتني أقف عندها كثيراً واستقرئ ما قد قيل بأنه لكي تحل مشكلة ما عليك إلاّ الاعتراف بها أولاً دون أن تكابر. هناك أناس لا يجيدون العيش في سلام أو هدوء، لا يحبون العقل بقدر ما يميلون للقلب، وما يأتي به القلب عادة ما نصر عليه، بعكس ما يفكر به العقل ويبدأ تحليله حتى نصل لما يفيد. مع دخول فصل الخريف وما يصحبه من برودة وهدوووء جميل رأيت الأجواء في الأهلي أجمل هدوءًا، بل وصل الأمر أن جروس ذهب بالفريق بعيداً عن جدة لينعموا بوقت وترفيه وتدريب بعيداً عن مدمني الضوضاء. ورغم ذلك لم يهنأ ثلة من الأهلاويين بهذا الهدوء وفضلوا اختلاق مشكلة من لا شيء.. ليصدروا «هاشتاق» يطالب بالزعزعة لا غير..! قد قيل فيما قيل.. أن «أول عدو للأهلي هم أهله» وما رأيته من تنظير وتأويل وترهيب خلال يومين أيقنت أن الأهلي غني بالخصوم من دواخله. هنيئاً لمن فعلها بالترند الذي يدوم ساعات، وأثره سينخر في الأهلي أياماً وأشهراً..! أكل هذا من أجل الانتصار للرأي؟ هل الانتصار لآرائكم يريحكم؟ ثم تمارسون اللطم وجلد الذات حين تكسرون ظهر النادي؟ شكراً من القلب للأمير فهد بن خالد الذي ظهر في وقتٍ كنا نبحث فيه عن رجالات الأهلي، شكراً لأنه أتى في توقيت كنا نحتاج فيه وجهاً يبشر بخير، فأتانا أبو سعود داعماً ناصحاً وأجمل ما في حضوره (هدوؤه) وكأنها رسالة لمن أدمنوا الضوضاء. سأخبركم سراً.. اللاعبون لا يطلبون سوى الهدوء ما دام الدعم قد نُحر على المدرج وما هو خارجه.. لا يطالبون سوى أن يتدربوا ويلعبوا بعيداً عن ضوضاء شيوخ الإفتاء وعتاولة الأوصياء فو الله إن الأهلي منهم في شقاء. وأعود لما كتب بداية «في الشيخوخة تسير الصعوبات من خلالنا» هل شِخنا وأصبحنا نحن نمهد للصعوبات؟ هل شاخت عقولنا لكي يتخصص المدرج في التنظير الإداري والفني والمالي؟ ولمن ينتقدهم يرددون الشعارات الحنجورية «أكثر جمهور صبر»، طموح الجمهور أعلى.. إلى آخره مما تردده الحناجر.. حتى بات الناصحون يخشون النصح. في الأهلي دروس كثيرة وعبر أكثر لم يستفد منها العاشقون، إنما استفاد منها أصحاب الوسيلة لا الغاية.. بل وصلنا لمرحلة أن من ينتقد المدرج يخرجونه من ولاء وعشق النادي وكأن المدرج أنبياء ورسل..! ورأيت الكثير من الزملاء من يجيد خداع الجمهور بالعزف على وتر قلوبهم ليكسب بعضهم ويخسر النادي صدقهم فمتى تصدقون؟ ربما تجرأت في تحليل حال المدرج.. لكن سألقي ما قالته بيفرلي سيلز وما قاله الحكماء وغيرهم وأقرأ عليكم خير ما أنزل «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فكل شيء تغير إلا الأنفس. جربوا أن تغيروا أنفسكم، جربوا أن تدعموا الضعيف ليكون جيداً، والجيد ليكون ممتازاً، والممتاز ليكون قائداً.. جربوا أن تنثروا طيب الكلام لتجدوا طيب الفعل، فمن واقع تجربة قد نصحت، ومن جرح محبةٍ تجرأت. فاصلة منقوطة؛ لم تعتادوا مني خداعكم بأوتارٍ أطلب من خلالها استمالة القلوب إليّ، بل اعتدتم أن المعادن تصقلها المواقف.. فخذوا قولي بحب فقد صقلته بحب. MjdBmf@