رسمت القمة الخليجية التي عقدت أمس في الرياض خريطة طريق واضحة المعالم لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، وتعزيز آليات التعاون بين دول المجلس؛ خصوصاً عندما أجمع القادة على أن أي اعتداء على أي دولة بالمجلس هو اعتداء على المجلس كله، مؤكدين أن الهدف الأعلى لمجلس التعاون هو تحقيق التكامل والترابط بين دوله. وتماهى قادة دول المجلس مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال كلمته الافتتاحية؛ عندما دعا قادة دول مجلس التعاون؛ لمواجهة الأعمال العدائية لإيران؛ خصوصاً عندما قال «إن المنطقة تمر اليوم بظروف وتحديات تستدعي تكاتف الجهود لمواجهتها، حيث لا يزال النظام الإيراني يواصل أعماله العدائية لتقويض الأمن والاستقرار». وتجسَّد ما قاله الملك سلمان في البيان الختامي؛ عندما دعم المجلس كل الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد أي محاولات للاعتداء عليها والمساس بأمنها واستقرارها؛ واتحدت جميع الدول في مواجهة عدوانية إيران؛ منددة بشدة بالاعتداء التخريبي الذي تعرضت له منشآت إمدادات النفط للأسواق العالمية في المملكة العربية السعودية الموجه ضد إمدادات الطاقة الدولية، والتصدي لهذه الأعمال الإرهابية التي تمس عصب الاقتصاد العالمي، خصوصاً أن نظام قُم يواصل أعماله العدائية، ودعم الإرهاب، وهو الأمر الذي يتطلب من قادة الدول؛ كما أكد الملك سلمان؛ المحافظة على مكتسبات دول ومصالح الشعوب الخليجية، والعمل مع المجتمع الدولي لوقف تدخلات النظام الإيراني وتأمين نفسها في مواجهة هجمات صواريخه البالستية «فضلاً عن تأمين والحفاظ مصادر الطاقة وسلامة الممرات المائية والملاحة البحرية في المنطقة». وثمَّن قادة المجلس المساعي الخيِّرة والجهود المخلصة التي يبذلها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، لرأب الصدع الذي شاب العلاقات بين الدول الأعضاء، وعبَّر المجلس عن دعمه لتلك الجهود وأهمية استمرارها في إطار البيت الخليجي الواحد؛ وهذا يعكس وجود إجماع خليجي على تعزيز العمل الخليجي المشترك وضرورة التنسيق الأمني والسياسي بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات في المنطقة، وحظي التكامل العسكري والأمني بأولوية القادة، حيث أكدوا: تسريع خطوات التكامل العسكري وتعزيز التصنيع الحربي في دول المجلس. لقد توحدت دول مجلس التعاون الخليجي للجم عنجهية قم.. إنها قمة الرياض.. تماهٍ.. تعاضد.. تكاتف.