عانى مجتمعنا في فترات سابقة، من بيروقراطية مارسها بعض القضاة وليس كلهم، وأدى ذلك إلى تخزين وجمود قضايا في أدراج المحاكم، ويعود ذلك إلى سلبية بعض القضاء وتقاعسهم عن أداء أماناتهم الشرعية التي أقسموا عليها اليمين الشرعية في إقامة العدل بين الناس، والالتزام بالصدق والإخلاص والعمل بأمانة، وأداء الحقوق وإنصاف المظلوم وإعطاء كل ذي حق حقه، وأداء حق الله في العباد والقضاء والحكم بشرع الله. وأمرنا الله بأداء الأمانات فقال في سورة النساء: «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا». ولكن قسوة البعض أدت إلى معاناة الكثيرين، بمحاولاتهم العبث بممتلكات العوام من ميراث أو حقوق أو غير ذلك. لكن تبدل الوضع كثيرا في الوقت الحالي وأصبحنا نلمس نقلة نوعية في أداء كثير من القضاة الذين يحرصون على مراعاة الحقوق والواجبات في سرعة اتخاذ القرار والبت المباشر في القضايا، لما في ذلك من تسهيل لأمر الرعية، إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللذين يحرصان على تذليل أي صعوبات تعترض المواطن، ومنها التسريع في البت في القضايا المختلفة. وساعد على تحقيق النقلة التطويرية، القضاة الشبان المتعلمون المتفقهون في منهج وأسلوب الصيغ الاجتماعية في المعاملات والأحكام اليومية في المحاكم العليا والابتدائية من خلال تطوير الأسلوب في الحديث مع المدعي والمدعى عليه والتفهم من الممتثل أمام القاضي والأخذ بالبينة، ما ساعد على أداء جميل وصادق من هؤلاء القضاء الشبان الذي حملوا بحق رسالة الفكر الإيجابي للعامة والمجتمع. تحية لهؤلاء الرجال الأفذاذ من القضاة المتسلحين بالأفكار النيرة، الذين يقدمون خدمات جليلة لمجتمعهم، ويؤدون الأمانة المناطة بهم. sh98khalid@