تأسس منتدى مجموعة العشرين سنة 1999 بسبب الأزمات المالية التي عصفت بالعالم في التسعينات. كما يمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم، وأيضا يمثل أكثر من 90% من الناتج العالمي الخام. والهدف الرئيسي من مجموعة العشرين هو جمع الدول الصناعية المتقدمة لمناقشة قضايا أساسية في الاقتصاد العالمي. وكان الاجتماع الأول على مستوى رؤساء الحكومات يوم 15 نوفمبر 2008م. ما يعنينا هو تسلم بلادنا قيادة مجموعة العشرين الأقوياء، وفي ذلك تتحقق فرص هائلة عظيمة لاسيما وعام 2020 هو بدايات قطف ثمار رؤية 2030 بعد سنوات التحول الوطني، وكلمة الأمير محمد بن سلمان واضحة وصريحة عندما قال: «تلتزم المملكة العربية السعودية -خلال رئاستها لمجموعة العشرين- بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا، وتعزيز التوافق العالمي، وسنسعى جاهدين بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة، لتحقيق إنجازات ملموسة، واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل». الحديث عن «اغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل»، فصناعة الفرص مهمة الحالمين، وهذه السنة فرصة عظيمة لاستثمار جميع طاقات القوى البشرية في بلادنا، بحيث يصبح هذا العام بشعاره الرائع هو بدايات التحول في فهم ثقافة «المؤتمرات» لدى شبابنا، وهو ما تحقق فعلياً في قصة الشعار الذي طغت نقوش «السدو» التراثية عليه، وظهر المزج الخلاق بين الموروث السعودي الأصيل والطابع العصري المبتكر، كما عكس الهوية المكتوبة لشعار رئاسة المملكة لمجموعة العشرين «فرصتنا لنلهم العالم برؤيتنا» مستوعباً ألوان كل الدول المشاركة في قمة مجموعة العشرين، ومن خلال رسم أقرب ما يكون لحلقة دائرية تعكس أن البداية من المملكة، والوصول في النهاية إلى المملكة بعد الطواف حول العالم. هذه البدايات تعكس مدى الاهتمام بكسب جميع الفرص المتاحة من هذه الاستضافة، لاسيما أن المملكة العربية السعودية هي أول دولة على مستوى الشرق الأوسط تحظى بهذه الاستضافة، في محيط ملتهب، وهذا ما يؤكد للجميع أن الرسائل السعودية أفعال وليست قنوات إعلامية اعتادت على تسويق الكذب والترويج له ! ما يهمنا هو مدى استفادة الاقتصاد السعودي من تحقيق مكاسب مهمة وملموسة من وجود قوى صناعية عظمى في مؤتمرات تسبق اجتماع رؤسائها، وتتخذ هذه الاجتماعات شكل ورش عمل، للرفع بتقارير ودراسات وتحليلات، تدعم قرارات الرؤساء حتى يهتموا بالتصدي للخيارات المتعلقة بالسياسات المطروحة. أزعم أن توزيع هذه الورش على مناطق المملكة المختلفة يحقق هدف المشاركة وتحمل المسؤولية من الجميع، وليكون العمل على إنجاح رئاسة المملكة لقمة العشرين مسؤولية وطنية وهدفا يسعى الجميع لتحقيقه. وهذا ما نراه عند دول لا تملك إمكانياتنا البشرية والمالية، فعند استضافتها للألعاب الأوليمبية مثلا أو مسابقة كأس العالم تجد الجميع يعمل ويكسب الخبرة والمعرفة ليستثمرها في أعماله بعد ذلك، فتأجيل مهرجان الجنادرية مثلاً للسنة القادمة حتى يواكب أعمال قمة العشرين هدف مميز لاستخدام القوى الناعمة بجانب القوى الاقتصادية وذلك لتحقيق الموازنة التي تنشدها الدول في المحافظة على هويتها ونجاح فرص تطلعها للمستقبل. * كاتبة سعودية monaalmaliki@