حادثة موجعة تلك التي ألمت بأسرة الطالبة عُلا، في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، في العاصمة الرياض، حيث تعلقت عباءتها بين عجلات الباص الخاص بالجامعة وهي تلحق به لتصعد، لكن روحها صعدت إلى السماء قبل أن تصعد هي. لقد أُزهقت روح كانت تركض لتلحق بسائق متهور، كما كانت عُلا تخبر صديقاتها دوما. إزاء هذا الوجع والحادثة المؤلمة هناك صمت مطبق من قبل الجامعة التي لم تصدر بيان حول هذا الأمر وملابساته والإجراءت التي اُتخذت، أو ستُتخذ في حق السائق، وحركة الباصات، كما لا يُنسى المشرف على الحركة، وأظنه لا زال ذلك المشرف الذي لحق بالطالبة في عام 2015، لأن الطالبة كشفت عن وجهها، فأطلق ساقيه للريح وصعد الباص كي يعرف من هي الطالبة التي تجرأت وكشفت عن وجهها! جامعة الأميرة نورة ليست معنية «مطلقا» بتربية الطالبات اللاتي قد مررن بهذه المرحلة قبلا، بل معنية بتعليمهن والحفاظ على سلامة أرواحهن. وإذا لم تستطع الجامعة أن تخرج من عباءة المدرسة، أو من بواكير الصحوة رغم الرؤية، والميزانية الضخمة، والصرح الذي بُني لها، وبعض كوادرها المتميزة فهناك مشكلة كبرى ومفاهيم يجب أن تُصحح قبل أن نخسر صرحا تعليميا يفترض به أن يكون شامخا على المستوى العالمي. ما زالت «نورة» منذ عام 2015 تعاني من أزمة موقف، والآن أزمة أخرى، فالخلل في مفاصلها يجب تطريته وشدّه بشفافية. كما يجب أن تعي وهي صرح متوقع منه النجاح في التحدي لتلبية حاجة سوق العمل من خريجات مؤهلات من ناحية الكفاءة والقدرة على التعامل الفاعل، أن البيان الذي «لو صدر منها» لن يقلل من قيمتها، بل سيمنحها ثقة أصحاب العقول التي تؤمن بالقضاء والقدر، أما الطمطمة والعزاء تحت الستار، في ظل صمت وزارة التعليم إزاء ما حدث سيُفقد الجميع، إن لم يكن اليوم فغدا، الثقة في هذه الجامعة. * كاتبة سعودية [email protected]