العدل اسم من أسماء الحق تبارك وتعالى وصفة من صفاته، وهو مبدأ أساسي دبر به رب الكون نظامه وأسس عليه وجوده ودورانه. وتحقيق العدل مهمة الأنبياء والرسل، ولا شك أن العدالة أسمى الغايات وكافة الأنظمة والقوانين تعبر عن إرادة المجتمع بصياغة قواعد ونظم محكمة لتحكم علاقات الأفراد في ما بينهم أو بينهم والدولة. وأجهزة الدولة كثيرة ويأتي على رأسها جهاز القضاء الذي يناط به تحقيق العدالة بوصفه الجهاز الرقيب على جميع الأعمال في الأمة والحكم في كافة المنازعات. وقيم العدل النبيلة وغاياته السامية لا تتحقق إلا بوجود قضاء مستقل وقاضٍ عادل يرى فيه أفراد المجتمع وجها وواجهة للعدالة التي بفقدها في مرفق القضاء يفقد معها المجتمع ثقته في تطبيق العدالة. ولا شك أن هذه الثقة تتجلى في شخص القاضي بصفته القائم على مهنة القضاء، فهو صوت العدالة وحاميها، ولا تتحقق هذه المهمة العظيمة إلا في إطار مجموعة من القواعد الأخلاقية للقاضي وآدابه، تنهض لتلزمه بالأداء السليم والتصرف القويم بما يتسم بالجودة العالية والشفافية المطلوبة لتحقيق القسط المستقيم من الرضا الاجتماعي وتتجسد معه العدالة والاستقلالية للقضاء التي ينشدها كل مجتمع راقٍ. ودأبت كل التشريعات في كافة الأنظمة الديمقراطية الحديثة إلى التأكيد في نصوص قوانينها وأنظمتها على تنظيم مرفق القضاء وأخلاقياته حتى يضعها القضاة نصب أعينهم حال قيامهم بممارسة أعمالهم. * محامي ومستشار قانوني majed201777@ [email protected]