أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف أن قطاع الصناعة السعودي يسعى لمواكبة التغيرات التي تشهدها عمليات التصنيع على مستوى العالم، إذ يسعى المصنعون إلى رفع معدلات الكفاءة الإنتاجية، بتوظيف التكنولوجيا المتقدمة مثل إنترنت الأشياء والروبوتات والواقع المعزز والواقع الافتراضي والطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي. وأضاف خلال كلمته الافتتاحية في فعاليات مؤتمر «مصنع المستقبل»، الذي تنظمه الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، بحضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، ومشاركة أكثر من 350 جهة من داخل المملكة وخارجها، أن هذه التغيرات تدخل في صلب الثورة الصناعية الرابعة والتصنيع الذكي، الذي بات يدفع نحو زيادة حجم الاستثمارات في التقنيات الرقمية التي تسمح بإدارة ذاتية للمصانع وتحسين القدرة على اتخاذ القرارات بشكل أفضل، وهو ما يمثل فرصة لتحقيق قيمة اقتصادية مضافة بنحو 4.5 تريليون دولار إلى قطاع التصنيع العالمي سنوياً. وأفاد أن مؤتمر «مصنع المستقبل» يستهدف استعراض التجارب الدولية وتحسين مستوى المعرفة، ومشاركة أفضل الممارسات والتوجهات العالمية لتحفيز القطاع الصناعي على التحوّل الرقمي وتبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن الجمع بين الأطراف الرئيسية في قطاع التصنيع في منصة واحدة، مبيناً أن المملكة تستهدف من خلال رؤية 2030 تحقيق التنمية المستدامة بتنويع مصادر الدخل الوطني اعتماداً على الصناعة خيارا إستراتيجيا، وهو ما يبدو جلياً من تدشين ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب) في يناير الماضي، لتنمية 4 قطاعات رئيسية هي الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجستية، بهدف تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومركز عالمي للخدمات اللوجستية في قطاعات النمو الواعدة. وعدّد وزير الصناعة والثروة المعدنية مزايا المؤتمر، قائلاً: يتيح للقطاع الصناعي فهم ديناميكية السوق المتغيرة، وكيفية تطور القطاع ومسبباته، وأيضاً استيعاب التحوّل الرقمي الذي تمر به الصناعة، والتعرف على التقنيات الناشئة في ضوء هذا التحوّل، فضلاً عن التعرف على أفضل الممارسات ودراسات الحالة وكيفية الاستفادة منها، والتواصل والتفاعل مع الجهات الحكومية الممكّنة لبرنامج الإنتاجية الوطني. واختتم الخريف كلمته مؤكداً أهمية مؤتمر «مصنع المستقبل» باعتباره خطوة أولى نحو عصر صناعي جديد تشهده المملكة، لافتاً إلى أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية ترى التغيرات المتسارعة في هياكل الاقتصاد العالمي، ودوماً تبادر وتستقطب كل ما من شأنه النهوض بالصناعة السعودية من أجل المساهمة في الارتقاء بالاقتصاد الوطني إلى مصاف الاقتصادات المتقدمة. يشار إلى أن المؤتمر يتناول العديد من المحاور، منها: «كيف تصبح مصنعا ذكيا»، و«رحلة التحوّل نحو مركز صناعي عالمي: المبادرات الحكومية في الثورة الصناعية الرابعة»، و«تحقيق الرؤية الصناعية: المبادرات والفرص والتحديات»، إضافة إلى محور «الأتمتة» والمهارات: هل سيتم استبدال العنصر البشري؟، والمدن الصناعية الذكية: إيجاد بيئة لمصانع المستقبل، وعدد من الجوانب الأخرى.