شارك مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في القمة العالمية لزعماء الأديان، في دورتها الثانية الذي استضافته العاصمة الأذربيجانية باكو، خلال يومي 14 و15 نوفمبر الجاري. وشهدت القمة حضور كبار الشخصيات والقيادات الدينية وصانعي السياسات، والاختصاصيين الاجتماعيين والعلميين من مختلف البلدان، وممثلي أكثر من (70) دولة من (5) قارات و(25) ديانة، ونحو (500) ممثل رفيع المستوى من (10) منظمات دولية مؤثرِّة، بما في ذلك رؤساء وقيادات دينية في الاتحاد الروسي، برعاية الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وافتتاحه للمؤتمر، وذلك بهدف تطوير الحوار بين الأديان، وتعزيز وتطور القيم الإنسانية مثل التفاهم المتبادل والتضامن الإنساني وتطوير مساهمتهم في تعزيز العلاقات بين الثقافات والأديان، وتنمية العلاقات المتبادلة بين الثقافات والأديان المختلفة. وألقى الأمين العام لمركز الحوار العالمي فيصل بن معمر، كلمةً في الجلسة الافتتاحية للقمة استهلها بشكر الإخوة في جمهورية أذربيجان، على دعوة مركز الحوار العالمي للمشاركة، التي أتاحت مخاطبة هذا الجمع الكبير من الأفراد والقيادات الدينية وصانعي السياسات برعاية رئيس الجمهورية الأذرية، وإشراف رئيس إدارة مسلمي القوقاز شيخ الإسلام شكر الله باشا زاده. وأوضح أن الحوار العالمي بين اتباع الأديان والثقافات، يشكّل محوراً رئيسياً ومهماً في المنتديات العالمية؛ لمعالجة القضايا الدولية، بوصفه ميداناً بالغ التأثير بين دول العالم وشعوبها، لافتاً إلى أنه بالرغم مما أحدثته العولمة وشبكات التواصل من تقارب وانفتاح وتواصل بين الحضارات، برزت ميادين خطيرة تستغل الدين والسياسة لنشر التطرّف والتعصب والكراهية وبناء جدران من الرعب والخوف من الآخر، مشيراً إلى أن الأخيار في العالم قد اكتشفوا أن مهمة تجاوز المسافة بين تنظير الحوار وبين الواقع المؤلم المكرِّس للعنف والتطرف والكراهية، أحد أهم السياقات والمسارات والتحديات المطروحة للنقاش؛ لإعادة اكتشاف المنابع الأخلاقية للعيش المشترك، ومعالجة ما عجزت عنه الحلول الأمنية والسياسية، والوقاية من آفات التعصب والتطرف والكراهية.