لو كان الغباء جريمة ماذا سيفعل الأغبياء للنجاة من العقوبة؟! أقلها سيلتزمون الصمت، ولن يدلوا بدلوهم في كل محفل وبئر.. ولن يتفشى داء الغباء الذي بات يسري كعدوى، مثل سريان النار في الهشيم.. في لحظات الخوف الحقيقي يخرج الإنسان من دائرة الغباء ليترك غريزته تدله، متخلياً عن غروره واستهباله وحتى ذلك الطموح الذي ليس أهلاً له. أما في لحظات الغباء فإن أبا حنيفة سيمد رجليه طويلاً. إحداهن أسرّت لي برغبتها في أن تفعل كما فعل أبوحنيفة، وأن تمنع أبناءها من تصفح تويتر.. فهو كما ترى بات ملجأ للمتفيهقين والمتثيقفين والمستشريفين والمتفيسقين، وجيش من لا أحد، وكل أمر يخرج منه هو وبال في وبال، وغباء في غباء.. بدءاً من معلومة خاطئة ينقلها الأكثر متابعين فيتناقلها الناس. إلى تعريف حاد عن دربه وحمل لواءه صاحب ذلك الطموح الذي ليس أهلاً له، إلى شائعات مغرضة، واتهامات باطلة، ولا أَصدقُ ما فيه حالياً -كما تقول- إلاّ تغريدات حول موسم الرياض، ونتائج مباريات كرة القدم. حاولت أن أقنع تلك الصديقة بالعدول عن رأيها وإن تويتر مكان يسع الجميع، لكنها رفضت قائلة: لو تعلقت طائرة تقل المسافرين، في الجو لظرف حاق بالطيار.. من سيتطوع للهبوط بها؟! سيرشح الجميع الكفء للهبوط بهم والنجاة، لكن بعد الهبوط سيظهر عدد من الراكبين الذين يدَعون أنهم كانوا يجيدون التحليق بالطائرة، ولكنهم ترددوا، وسيظهر عدد آخر ينتقد الهبوط الطارئ.. وسيظهر عدد آخر أيضا يقول إنهم لم يرشحوا هذا الطيار الذي هبط بهم. أولئك الأعداد التي ظهرت بعد الهبوط يمثلون شريحة كبيرة من مغردي تويتر.. يكذبون بغباء سافر، وبجحود من الصعب التعايش معه... لذا أقلها أن أمنع فلذات كبدي من تطبيق هو للوهم.. كي يعيشوا الحياة الحقيقية بكل تفاصيلها ومرحها، في ظل رؤية ثاقبة. * كاتبة سعودية [email protected]