لم ينه السياسي التركي المخضرم أحمد داوود أوغلو الملقب ب«المعلم» حياته السياسية بالاستقالة من الحزب الحاكم في سبتمبر الماضي، ذلك أنه خرج من حياة حزبية إلى أخرى يتطلع خلالها أن يكون مناهضاً لحزب العدالة والتنمية (ِAK). وفي تحرك لافت لأوغلو، كشف ملامح الحزب الجديد الذي قال إنه سيظهر للعلن قبل نهاية العام الحالي، لافتا إلى أن اللجنة التأسيسية للحزب تضع اللمسات الأخيرة له. وذكر خلال زيارته إلى رئيس حزب «السعادة» تمل كارامللا أوغلو، أنه يرغب بتأسيس حزب مع وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، مضيفا: أنا وباباجان أصدقاء، وأتمنى أن نكون معا، ولكن ذلك غير ممكن. وحاول كارامللا أن يخطف ميراث «العدالة والتنمية» ويوسع دائرة حزب السعادة بإضافة شخصيات جديدة مثل أوغلو وغل وباباجان، إذ دعاهم للانضمام إلى الحزب ليكون حزباً منافساً لحزب أردوغان الذي تراجعت شعبيته في الآونة الأخيرة. المعطيات تشير إلى أن داوود أوغلو بدأ بشكل موسع التحضيرات للحزب الجديد، إلا أنه بانتظار المبادئ الأساسية، إذ من المتوقع أن يخطف الحزب الأضواء والأصوات السياسية في الداخل التركي لما لأوغلو من تقدير في الأوساط السياسية خصوصا الطبقة المثقفة. وفي إشارة على بداية انطلاق حزب أوغلو، تلقى نائب ولاية إسطنبول مصطفى ينر أوغلو، دعماً من حزب أحمد داود أوغلو، بعدما أعلن استقالته من العدالة والتنمية، حيث شجعه سليم تامورجي رئيس مدينة إسطنبول السابق عن الحزب الحاكم الذي أصبح الآن ضمن فريق أوغلو ويساعده في التجهيزات لإطلاق الحزب الجديد. وأعلن نائب «العدالة والتنمية» في إسطنبول مصطفى ينر أوغلو، استقالته من حزبه في مؤتمر صحفي في البرلمان التركي. وقال إن الرئيس وزعيم الحزب رجب أردوغان وافق أيضاً على الاستقالة من الحزب، لافتاً إلى أن أردوغان هو من أراد ذلك. وتأتي التصدعات داخل حزب العدالة والتنمية، بسبب السياسات التي ينتهجها الحزب خصوصاً على المستويين الإقليمي والدولي، وبالتحديد فيما يتعلق بالملف السوري.