انتصر اليمن الموحد القوي، هذا هو المنجز الحقيقي ل«اتفاق الرياض» الذي جرى التوقيع عليه أمس (الثلاثاء) في العاصمة السعودية، بعد جهود كبيرة وجبارة للمملكة، أتت ثمارها ووأدت الفتنة وأعدت العدة لما هو قادم. وإذا كان التوقيع على هذا الاتفاق نقطة تحول كبيرة نحو تعضيد الجهود وتأكيد الوحدة اليمنية، فإن تطبيقه على أرض الواقع يبقى التحدي الرئيس أمام المكونات اليمنية، من أجل النهوض والبناء ودمج القوات المسلحة تحت راية واحدة لاجتثاث الانقلاب الحوثي وإنهائه. ولا شك أن بنود الاتفاق والملاحق المكملة له من ترتيبات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية، سوف تنعكس إيجابا على الأوضاع ليس في العاصمة المؤقتة عدن فقط بل في مختلف مناطق اليمن، بهدف بلورة الخطط والإستراتيجيات لبناء اليمن الاتحادي الجديد. وسوف تكون نقطة الانطلاق لهذا الاتفاق بتشكيل حكومة كفاءات سياسية مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من التوقيع، والتي ستعمل على تفعيل سلطات ومؤسسات الدولة وإعادة تنظيم القوات العسكرية وتحقيق المواطنة الكاملة لكافة أبناء الشعب اليمني ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي والفرقة والانقسام. ومن المؤكد أن هذا اليوم التاريخي كما وصفه المراقبون، لن ينساه اليمنيون، إذ أثبتوا مجددا أنهم قادرون على استعادة الدولة وتحقيق الوحدة الوطنية وقطع رأس الأفعى الإيرانية، ممثلة في مليشيا الحوثي العميلة، وهو ما سوف تثبته الأيام قريبا.