من «حوار جدة» إلى «اتفاق الرياض» أكدت الدبلوماسية السعودية ثبات مواقفها الحريصة على استقرار اليمن وتوافق الأطراف اليمنية وتقديم مصلحة الشعب اليمني وتوحيد صفوفه لمواجهة الانقلاب المدعوم من طهران ضمن أجندات المشروع الإيراني في تصدير الفوضى. وقدمت الدبلوماسية السعودية من خلال نجاحها في رأب الصدع بين الفرقاء اليمنيين أنموذجا في قيادة المفاوضات وإدارة الأزمات، وهذا ليس بجديد، فقد كان للمملكة أدوار محورية في قضايا عديدة، من بينها «اتفاقية الطائف» بين الفرقاء اللبنانيين، و«اتفاق مكة» بين الفرقاء الفلسطينيين، مروراً بسلسلة طويلة من مبادرات السلام، لتؤكد مراراً وتكراراً أن مواقف السعودية تعمل في إطار رعاية السلام والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وما تم تحقيقه أخيراً من جهود دعم اتفاق الأطراف اليمنية، وقبول الحوار كوسيلة لحل الخلافات والحفاظ على مكتسبات الدولة اليمنية والتزام تحالف دعم الشرعية في اليمن بالوقوف مع الشعب اليمني، ما هو إلا انعكاس لرسوخ مبادئ المملكة وسياساتها الراعية للسلام، وإسهام صادق في إنهاء معاناة الشعب اليمني ودعم تصديه للتهديدات الإيرانية، وعليه ستشهد المرحلة القادمة المزيد من الاستقرار الأمني والمشاريع التنموية لصالح الشعب اليمني بدعم مباشر من التحالف. وسيكون اتفاق الأطراف اليمنية دفعة قوية للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، متى ما صدقت نوايا جميع الأطراف اليمنية.