اختتم مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب فعاليات دورته السابعة أمس الأول بحفل خاص، حضره كوكبة من نجوم السينما والدراما العربية، مسدلاً الستار على أكثر من 120 ساعة من عروض الأفلام وورش العمل التفاعلية والحلقات النقاشية التي استهدفت فئتي الأطفال والشباب المهتمين بتعلم مهارات متخصصة في صناعة السينما، ابتداءً من كتابة النص وانتهاء بالتصوير. وتوّج المهرجان في حفل الختام كوكبة من المخرجين وصناع الأفلام المميزين والواعدين عن 7 فئات تنافس عليها 132 فيلماً، حيث حصدت المخرجة هند الميل جائزة أفضل فيلم من صنع الأطفال والناشئة عن فيلمها «استمر»، فيما نالت المخرجة ماتيلد دوردي جائزة فئة أفلام من صنع الطلبة عن عملها «وصلة البرغي»، وفاز الفيلم «خمسون ألف صورة» من إخراج عبد الجليل الناصر، ب«جائزة أفضل فيلم خليجي قصير»، الذي تطرق إلى تداعيات الخطاب المتشدد خلال الثمانينات، ومنها تحريم الصور وحرقها آنذاك، ما شكل عند البعض هاجساً وقلقاً في عصر تتصدر فيه الصورة مختلف جوانب عالمنا المحيط، كونها تسلط الضوء على مختلف القضايا الإنسانية والاجتماعية، مؤرخة أحداثا ومراحل وتفاصيل تتعلق بشتى شؤون الحياة. ويجسد الفيلم حكاية واقعية لأشخاص حقيقين، تمت ترجمتها برؤية فنيّة تحمل رسالة ومغزى، من بطولة كل من الفنانين تركي الجلّال، وناصر المبارك، وسناء يونس، وبدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي (إثراء)، ويحكي قصة شاب فقد والده وهو في سن مبكرة دون أن يراه، ويحاول البحث عن صورة ولا يجدها بعد أن تخلصت أسرته من جميع الصور خلال موجة الحرق خلال الثمانينات، وأثناء رحلة بحثه هذه يتعرّف على رجل مسن يمتلك في بيته 50 ألف صورة عشوائية لأهالي المدينة». كما انتزع فيلم «منحوتة الحصان»، جائزة فئة أفضل فيلم دولي قصير، لمخرجته سينثيا فيرنانديز، فيما حصد «جدي يختبئ» للمخرجة آن هوين جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، وعلى صعيد فئة أفضل فيلم وثائقي نالها الفيلم «بشير في أرض العجائب» للمخرجين إلس دوران، وإفيلين فيهوف، فيما فاز الفيلم «الوداع الأول» للمخرجة وانغ لينا بجائزة أفضل فيلم روائي طويل. ورفعت الدورة السابعة من المهرجان الذي تنظمه سنوياً مؤسسة «فن» المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، شعار «أفلام مستوحاة من كتب»، علماً أنها استمرت من 13 إلى 18 أكتوبر، وشهدت عرض 132 فيلماً من 39 دولة عربية وأجنبية، 12 فيلماً منها تعرض للمرة الأولى عالمياً و75 للمرة الأولى في الشرق الأوسط، إلى جانب عرض 7 أعمال سينمائية تقدّم لأول مرة على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي. وفي كلمة لها خلال الحفل، قالت مديرة مؤسسة «فن» ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: «في ختام الدورة السابعة من المهرجان، نجدد العهد بمواصلة العمل لإثراء معارف وخبرات الأطفال والشباب السينمائية والإبداعية، لأننا نؤمن بأن الفنون هي المحرك الأساس للارتقاء بالإنسان والمجتمعات، وهذا العام اخترنا أن نحتفي بالكتاب، الراية الأهم التي ترفعها الشارقة كعنوان لمشروعها الثقافي الكبير الذي أسس له عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ليكون منطلقاً لبناء الإنسان على المعرفة والإبداع والجمال». وتابعت: «الحكايات لا تنتهي بنهاية الأفلام، بل يبقى صداها في الذاكرة إلى الأبد، لقد شاهدنا على امتداد أيام المهرجان باقة متنوعة من الأعمال السينمائية المميزة لمخرجين عرب وأجانب، أعمال صاغتها القلوب، وأبدعت فيها الرؤى المميزة، أعمال سينمائية ذهبنا معها إلى مدن بعيدة، وعوالم ساحرة، اكتشفنا من خلالها ثقافات العالم، وخصوصيته، من هنا من أرض الشارقة، لنقدم الحكايات التي تترسخ في ذاكرة الأجيال الجديدة وتقودهم في المستقبل لصناعة سينما عربية تعبر عن طموحاتهم وآمالهم، لنكون شركاء في صياغة حاضر ومستقبل مشرق للأطفال والشباب». ونظم المهرجان سلسلة من الجلسات الحوارية وورشا تدريبية متنوعة وصلت إلى أكثر من 60 ساعة، تناولت آلية صناعة السينما، والتصوير، والرسم، واستهدفت جميع الفئات العمرية من الأطفال والشباب، كما خصت فئة الشباب بعدد من ورش العمل المتخصصة، إضافة إلى العديد من الفعاليات، والأنشطة الجانبية المصاحبة للمعرض.