«إما أن يكتب لي المولى سبحانه وتعالى الشفاء الكامل، أو القبر، والقبول بقضائه وقدره ولقائه الكريم». كانت هذه آخر كلمات الدكتور الفاضل وأخي الأكبر محمد الشوكاني، الذي انتقل إلى الحياة البرزخية، أمس (الخميس)، بعد معاناة شديدة مع المرض، الذي صمد أمامه كثيرا. وبهذا النعي ودع مدير المدارس السعودية في فيينا عبدالله الشوكاني، شقيقه الفقيد. إرادة وتصميم الدكتور الشوكاني كانت قوية وعالية مثل الجبال، وكان راضيا بما قسمه المولى عز وجل، رغم أنه كان يعلم أن عملية القلب المفتوح التي أجريت له الأسبوع الماضي بمستشفى الملك فهد العسكري بجدة كانت مجازفة لأنها كانت عملية خطيرة جدا؛ حيث أبلغه الأطباء بتداعياتها واحتمالاتها، إلا أنه أخبرهم أنه مستعد لإجرائها وكانت معنوياته مرتفعة. وقال لهم ما قاله لشقيقه عبدالله «إما أن يكتب لي المولى عز وجل الشفاء الكامل، وإما الرفيق الأعلى». فجاءت إرادته سبحانه وتعالى، وانتقل الحبيب الفاضل الشوكاني إلى الرفيق الأعلى. وقبل أسبوعين أبلغني الدكتور الفاضل أحمد اليوسف، صديق ورفيق درب الفقيد الشوكاني، بحالته الصحية وطلب الدعاء له. وتواصلت مع عبدالله شقيق الفقيد، قبيل العملية وبعدها، وكان يقول «إنه بين يدي المولى تجلت قدرته». إخوان الشقيق علي الشوكاني، (المشرف التربوي بإدارة تعليم جدة، وعبدالله، وشقيقته أم بندر)، رغم الحزن على وفاة شقيقهم الأكبر، إلا أنهم كانوا راضين بالقضاء والقدر. ابنه الأكبر أسامة «المهندس بشركة أمازون السعودية»، حضر إلى جدة بعد الوفاة قادما من دبي، تمالك نفسه، ودعا لوالده بالرحمة. ابنه هيثم الطالب بجامعة الملك عبدالعزيز «الابن الثاني»، وبناته (ريما وآلاء وسارة) مكلومون بفراق الأب الحنون. رئيس تحرير «عكاظ» الزميل جميل الذيابي ودع زميله الشوكاني قائلا: «رحم المولى الصديق الزميل محمد الشوكاني رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «سعودي جازيت»، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الملك عبدالعزيز، ألمُ فقده كبير، كان قدوة في الأخلاق الكريمة، والمحبة الصادقة، والمسيرة المهنية والسيرة العلمية». رئيس تحرير «سعودي جازيت» ورفيق عمره الدكتور أحمد اليوسف، قال وهو في حزن عميق «فقدت أخا وصديقا عزيزا، وليس أمامنا إلا الدعاء له بالرحمة، وجدت في الفقيد الإرادة والصمود وهذه إرادة العلي القدير». الفقيد الشوكاني أحد رجالات رجال ألمع، متزوج وله خمسة أبناء، عمل كأستاذ مساعد بقسم اللغات الأوروبية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز. شغل منصب رئيس تحرير «سعودي جازيت» عام 2006، وابتعث إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للتحضير لدرجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الإنجليزي. حصل على الماجستير بعد اجتياز اختبارين شاملين في أدب العصر الفيكتوري والعصر الحديث، وتقديم بحث مطول عن الترجمة الأدبية، و دراسة برنامج الدكتوراه في مجال الأدب الإنجليزي والمقارن والنظرية بجامعة تكساس أوستن، و حصل على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي بتقدير ممتاز عن رسالة تحت عنوان Orietnalism and Arab) (Literary Responses، وكانت قد رشحت لجائزة أفضل رسالة دكتوراه لعام 89/90 على مستوى جامعة تكساس. عين محاضراً بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة تكساس، أوستن، وعهد له تدريس مواد في البلاغة والإنشاء والأدب الإنجليزي والأدب العالمي. وداعا الدكتور الفاضل محمد الشوكاني.. أيها الألمعي، غادرت بصمت مثل الكبار، عزاؤنا لأسرة الشوكاني.