أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الاثنين أن موقعاً في شرق جزيرة بورنيو اختير لنقل العاصمة السياسية للبلاد في المستقبل إلى خارج جاكرتا، المدينة الضخمة المكتظة والمهددة بارتفاع مستوى المياه. وأوضح الرئيس الإندونيسي أن الموقع اختير أولاً «لأنه ليس معرضاً كثيراً للكوارث الطبيعية» مثل الفيضانات والهزات الأرضية وموجات التسونامي والثوران البركاني، في حين أن جزءاً كبيراً من الأراضي الإندونيسية تقع على حزام نار المحيط الهادئ. وأشار الرئيس إلى أن الموقع الجديد في ولاية كاليمانتان الشرقية (الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو) اختير "لأن موقعه استراتيجي، في وسط إندونيسيا". ويقع المكان المقترح بين مدينتي باليكبابان وساماريندا في منطقة غابة استوائية تتمتع بتنوّع بيولوجي كبير. ولم يتمّ بعد اعتماد الموقع رسمياً كعاصمة للبلاد. وقال الرئيس الإندونيسي "العبء الذي تحمله حالياً جاكرتا ثقيل جداً كمركز سياسي واقتصادي ومالي وكذلك بالنسبة للتجارة والخدمات". وذكّر بأن "منذ أن أصبحت مستقلة، لم تختر إندونيسيا أبداً عاصمتها". وستعدّ الحكومة قانوناً يتمّ طرحه في البرلمان لإقرار تغيير العاصمة، وفق قول الرئيس الذي قدّر أن تصل كلفة العملية إلى 32 مليار دولار. وأوضح وزير التخطيط بامبانغ برودجونيغورو أن بعد مرحلة تحضيرية عام 2020، يُفترض ان يبدأ نقل الهيئات الحكومية اعتباراً من العام 2024. ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد المخاوف بشأن مصير جاكرتا. وتتعرض المدينة الكبيرة التي توسّعت في موقع باتافيا العاصمة القديمة التي أنشأها المستعمرون الهولنديون منذ قرابة 500 عام، لغرق جزء من أراضيها تحت المياه. في ظلّ الوتيرة الحالية، قد يغرق ثلث المدينة تحت البحر بحلول العام 2050، وفق خبراء بيئيين. ويُضعف العاصمة تخطيط مدني سيء وواقع أن عدداً كبيراً من السكان ليس لديهم شبكة امدادات مياه ويستخدمون المياه الجوفية ما يؤدي إلى انهيار أحياء بكاملها. ومقابل هذه المشاكل إضافة إلى زحمة السير الخانقة والتلوث ومخاطر حصول زلازل، أعلنت الحكومة في مايو أنها ستختار هذا العام موقعاً لعاصمة سياسية جديدة للبلاد. وتعدّ جاكرتا حوالى 10 مليون نسمة في حين يسكن في محيطها 30 مليون شخص.