قُتل 10 مدنيين أمس (السبت) في غارات جوية شنها طيران الأسد على محافظة إدلب الواقعة بمعظمها تحت سيطرة فصائل المعارضة في شمال غربي سورية، التي تتعرض لقصف من النظام السوري وحليفه الروسي منذ 3 أشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد السوري بأن في مدينة أريحا وحدها قُتل 9 مدنيين، بينهم طفلان، في القصف الذي أصاب مبنيين سكنيين، فيما قتل طفل في غارات استهدفت أراضي زراعية في مكان آخر من المحافظة، ووقعت مأساة في مدينة أريحا تم توثيقها في صورة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الأخيرين لطفلتين عالقتين بين ركام مبنى استهدفته الغارات، وهما تحاولان إنقاذ شقيقتهما الصغرى من السقوط من طابق مرتفع. وبينما توفيت إحداهن إثر سقوطها، نقلت شقيقتاها إلى المستشفى حيث تصارعان الموت. وتسيطر على محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وتنتشر فيها أيضا فصائل أخرى أقل نفوذاً. وقتل أكثر من 750 مدنياً خلال الشهور الثلاثة الماضية بينهم أكثر من 180 طفلاً جراء القصف السوري والروسي وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما نزح أكثر من 400 ألف شخص بحسب الأممالمتحدة. وأكد بيان لمكتب تنسيق المساعدة الإنسانية (الجمعة) أن «مدنا وقرى بأكملها خلت على ما يبدو من سكانها الذين فروا بحثا عن الأمان والخدمات الأساسية». وندّدت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشال باشليه في بيان الجمعة ب«اللامبالاة الدولية» حيال تزايد عدد القتلى المدنيين جراء الغارات الجوية. ويأتي التصعيد الأخير رغم كون المنطقة مشمولة باتفاق روسي - تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات الأسد والفصائل، ولم يُستكمل تنفيذه. وفي ذات السياق، كشفت هيئة فلسطينية سورية للإغاثة والتنمية أمس وجود أكثر من 20 لاجئا فلسطينيا بين ضحايا التصعيد الواسع لقوات النظام السوري على إدلب، من بينهم عدد من الأطفال والنساء. ووصفت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين هناك بالمأساوية، معتبرة في بيان لها التصعيد العسكري المفرط للنظام السوري في شمال سورية جريمة ضد الإنسانية. وطالبت الهيئة التي تتخذ من بيروت مقرا لها في نداء للمجتمع الدولي بتأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين والفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة وتهجير جماعي لم يسبق لهما مثيل في الشمال السوري.