تستعد جمهورية تونس الشقيقة لإطلاق مبادرة طريق مكة الأسبوع المقبل بوصفها أول دولة عربية تستضيف المبادرة منذ انطلاقها قبل عامين بعد أن أُطلقت خلال حج هذا العام في: باكستان، وبنجلاديش، وماليزيا، وإندونيسيا وسط تعاون مميز بين فريق المبادرة وأجهزة حكومات هذه الدول لتحقيق أهدافها التي نشأت من أجلها وهي تيسير رحلة الحجاج من خلال اختصار الوقت والجهد المبذول في إجراءات السفر ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وكانت المبادرة قد دشنت هذا العام في مطلع شهر ذي القعدة بمطار إسلام أباد الدولي في جمهورية باكستان الإسلامية بالتزامن مع تدشينها في مطار كوالالمبور الدولي ثم دشنت بعدها بيومين في مطار شاه جلال الدولي في العاصمة دكا بالتزامن مع تدشينها أيضاً بمطار سوكارنو هاتا الدولي بجمهورية إندونيسيا، وذلك في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - بخدمة ضيوف الرحمن والحرص على إنهاء إجراءات مغادرتهم إلى المملكة بكل يسر وسهولة. وأعلنت المديرية العامة للجوازات أن إجمالي عدد الحجاج المستفيدين من مبادرة طريق مكة لحج عام 1440ه من مطارات دول: باكستان، وبنجلاديش، وإندونيسيا، وماليزيا خلال الفترة من 1 - 8 ذي القعدة الجاري بلغ 36744 حاجًا وحاجة قدموا إلى المملكة على متن 90 رحلة جوية. وتوشحت مطارات هذه الدول المشاركة في المبادرة بأعلام المملكة وأعلام الدول في صورة ترسخ عمق العلاقات الثنائية التي تربط المملكة بها، والعمل المشترك على إنجاح أعمال مبادرة طريق مكة لموسم حج هذا العام 1440ه، كما عُرضت في مطارات دول المبادرة التي شهدت مغادرة أفواج ضيوف الرحمن عددًا من صور الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وكلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الترحيبية بالحجاج التي قدمتها وكالة الأنباء السعودية ليطلع عليها الحجاج قبيل إنهاء إجراءات سفرهم. ووجدت أعمال هذه المبادرة كل الترحيب من مسؤولي الدول التي انطلقت منها حيث قام دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان في الثاني من شهر ذي القعدة بزيارة الصالة المخصصة لتطبيق مبادرة طريق مكة في مطار إسلام أباد الدولي واطلع على ما تقدم من خدمات متنوعة في الإجراءات لإنهاء سفر الحجاج إلى المملكة، مبديًا إعجابه بما شاهده، في حين دشنها في إندونيسيا نائب الرئيس محمد يوسف كلا، وحظيت في بقية الدول بحضور وزاري كبير مما يؤكد حرص الدول على تنفيذ المبادرة في مطاراتها. واستقبل الحجاج المغادرون من دول المبادرة هذه الخدمة بالفرح والسرور، والسنتهم تردد الدعاء لقيادة هذه البلاد، التي لا تألو جهداً في بذل الغالي والنفيس للتسهيل على الحجاج أداء مناسكهم وسط ومنظومة متكاملة من الخدمات. وحققت المبادرة خلال اطلاقها في موسم هذا العام معدلات أداء مرتفعة، بداية من اصدار تأشيرات الدخول إلى المملكة العربية السعودية، مروراً بمنظومة من التسهيلات في إجراءات الجمارك والجوازات بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، إضافة إلى تيسير المتطلبات الصحية، وتنظيم الأمتعة، وتأمين السكن للحجاج، والتوجه مباشرة إلى مقار إقامتهم دون الخضوع للإجراءات الروتينية في المطار، حيث تقوم شركات معتمدة بنقل أمتعتهم. يذكر أن مبادرة طريق مكة هي إحدى أهداف برنامج خدمة ضيوف الرحمن المنبثق عن رؤية المملكة 2030 وتشارك فيه مجموعة من الجهات الحكومية بغية الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج وتيسير إجراءات سفرهم للمملكة لأداء مناسك الحج، وتحظى بإشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا. وتسهم مبادرة طريق مكة في تقليل زمن انتظار الحجاج غير المشمولين بها في منافذ الوصول إلى المملكة، حيث يغادر الحجاج المستفيدين منها عبر مسارات إلكترونية مخصصة لهم مما يخفف من شدة الزحام وتأخر الإجراءات. وتشمل المبادرة إصدار التأشيرات وإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، والتحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة الأمر الذي سيمكن الحجاج المستفيدين من تجاوز تلك الإجراءات عند وصولهم إلى المملكة، ويتيح لهم فرصة الانتقال مباشرة إلى الحافلات التي تكون بانتظارهم، لنقلهم إلى أماكن إقامتهم بمكةالمكرمة والمدينة المنورة، فيما تتولى الجهات الخدمية استلام أمتعة الحجاج المستفيدين من المبادرة، ونقلها إليهم في الدور السكنية. ويشارك في تنفيذ مبادرة طريق مكة هذا العام فِرق من: وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الحج والعمرة، وزارة الصحة، الجوازات، الهيئة العامة للطيران المدني، مركز المعلومات الوطني، والهيئة العامة للجمارك السعودية، مستهدفة خدمة أكثر من 225 ألف حاج وحاجة من مطارات بلدانهم. وبدأ تنفيذ هذه المبادرة خلال حج عام 1438ه بنسب محدودة من ماليزيا وإندونيسيا ضمن خطة طموحة، للارتقاء بالخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام ترسيخاً لمكانة المملكة في رعاية المسلمين والاهتمام بشؤونهم ومنها خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار من مختلف بقاع العالم.