أصدر الكاتب والمترجم عبدالله الطيب الأنطلوجيا الثانية «معراج على أجنحة السرد» لكتاب القصة العربية وكاتباتها والتي ترجمها إلى اللغة الإنجليزية بعد اكتشافه مع الوقت أن ميدان الترجمة من العربية إلى الإنجليزية رحب، وأنّ القليل من السعوديين والعرب يغامرون بالدخول فيه، لذلك راقت له فكرة أن يكون من أوائل المساهمين في هذا المجال الإبداعي، نظراً للحاجة الملحة لملء الفراغ في أدبنا العربي الجميل، لكن القليل منه ترجم إلى اللغات العالمية. وقال الطيب ل«عكاظ» عن فكرة الترجمة إنها بدأت بعد أن تكونت لديه في 2012 مجموعة من النصوص المترجمة، لافتا إلى أن عددا من الزملاء والزميلات الأدباء عرضوا عليه فكرة نشرها في كتاب، واستجاب لهذا العرض وطبع الأنطلوجيا الأولى بعنوان «على نسيج الشمس»، التي قدّم لها الكاتب المسرحي البريطاني جوناثان لويس، وكانت ناجحة والتفاعل معها كان إيجابياً من القراء الأجانب لذلك تابع الترجمة، لتظهر الأنطلوجيا الثانية لكتاب القصة في السعودية وبعض كتاب القصة العرب بعنوان «معراج على أجنحة السرد»، وعن هذا الإصدار تحديداً يضيف الطيب أنه ترجم ل(50) قاصاً وقاصة استجابة لطلب الأدباء والأديبات من أعضاء ملتقى القصة الإلكتروني التفاعلي الذي حظي بعضويته في عام 2017، وأنه تطوع لترجمة إنتاج الزملاء والزميلات الأعضاء ونشر الكتاب على نفقته الخاصة، وأنّ الترجمة تمت بالتعاون مع إدارة الملتقى والكتاب والكاتبات الأعضاء، إذ عملوا على تنظيم الجهود اختصاراً للوقت، وكان لكل كاتب وكاتبة الحرية التامة في اختيار النص الذي يمثله ويرغب أن يحلق بأجنحته نحو العالمية، وكانت النتيجة أن اختار بعض الكتّاب قصة قصيرة جدا والغالبية اختاروا قصصاً قصيرة وأنّه كان حريصاً على أن يشرك المبدعين الجدد إلى جانب رواد القصة، من باب التحفيز والتنويع الجاذب، كما سعى لاصطحاب القارئ في رحلة مثيرة يشعر خلالها بحرارة العالم العربي وعواطفه من خلال تنوع النصوص، والإيقاعات الفريدة لكل قصة. وأضاف الطيب أنه يعول كثيراً على أن تساهم هذه النصوص القصصية في تشكيل مجموعة متكاملة لفهم أكبر لعالمنا العربي، إذ قد صدرت هذه الأنطلوجيا المترجمة تحت عنوان Ascension on the Wings of a Tale معراج على أجنحة السرد. يؤكد الكاتب والمترجم عبدالله الطيب أنّ الدعوة كانت عامة لكافة الأدباء والأديبات من أعضاء ملتقى القصة الإلكتروني للاشتراك في هذا الإصدار، وأنّ عبء اختيار النصوص كان على الكتاب أنفسهم، لكنه كمترجم كان يقرأ النصوص جيداً ويستبعد منها تلك التي لا تخدم فكرة الكتاب ولا تمثل إمكانات الكاتب الحقيقية. ويضيف أنّ ما ساعده على جودة النصوص وثراء محتواها أنه كان يطلب من الكتاب إرسال عدة نصوص كي يختار منها ما يتلاءم مع توجه الكتاب وذائقة المتلقي. وقد فوجئ بالعدد الكبير من الكتاب الراغبين في الاشتراك بنصوص إبداعية، لكنه فضل التوقف عند عدد معين، إذ تم اختيار (50) قاصاً وقاصة ليكون الكتاب في 294 صفحة من الحجم المتوسط، محتوياً على 54 قصة قصيرة مترجمة لخمسين كاتباً وكاتبةً من السعودية والخليج والسودان والجزائر. بلغ عدد الكتاب والكاتبات في هذه الأنطلوجيا من أبناء الوطن 42 كاتبا وكاتبة منهم 35 قاصا و7 قاصات، بينما بلغ عدد القاصين من خارج المملكة 8، من بينهم 3 من الذكور و5 من الإناث، وبهذا اكتمل عدد المشاركين في هذا العمل خمسين 50 مبدعاً بمجموع أعمال بلغت 54 عملاً قصصيا. وقد ضم هذا الإصدار نخبة من الأسماء السعودية المعروفة في الوسط الأدبي كخليل الفزيع، محمد الشقحاء، جبير المليحان، ظافر الجبيري، ويحيى العلكمي، ومن النساء كفى عسيري، مريم الحسن، وأخريات. ويعلق الكاتب والمترجم عبدالله الطيب آمالاً على وزارة الثقافة بأن تحتفي بالمترجمين عبر تشكيل كيان يجمعهم، وأن تعمل على تفعيل حراك بينهم يشجعهم على المنافسة الشريفة، إضافة إلى تحفيز يشمل الكتّاب أنفسهم بترجمة أعمالهم التي تحظى بقبول القراء والنقاد، وتبني الأعمال المطروحة مثل هذا الإصدارعن طريق توزيعه على الهيئات والمؤسسات والجامعات في الداخل والخارج. ويضيف الطيب أنّ هذا الأمر لا يقتصر على وزارة الثقافة، بل هناك أدوار يأمل أن تقوم بها وزارة التعليم من ناحية إدخال مثل هذه الأعمال ضمن المقررات الجامعية في الكليات المعنية بالترجمة واللغات، ووزارة الخارجية بتوزيع مثل هذه الأعمال على ضيوف السفارات ومن في حكمهم، إضافة إلى دور الجامعات السعودية والنوادي الأدبية والمكتبات العامة بأن تتبنى هذا الإصدار وتشجع على إنتاج المزيد منه.