على رغم حالة الصمت المطبق للأمم المتحدة ومبعوثها مارتن غريفيث إزاء أحكام الإعدام الصادرة بحق 30 مختطفاً مدنياً، تصاعدت حدة الغضب في أوساط المنظمات الدولية والعربية، إذ وصفت منظمة العفو الدولية أحكام الإعدام الحوثية ب«الجائرة والقاسية»، مؤكدة في بيان لها أمس (الأربعاء) أن المليشيا تستهزئ بالعدالة، وهو تأكيد على تحول القضاء إلى أداة للقمع في أيدي مليشيا الحوثي. وقالت «العفو الدولية» أمس في تغريدات على حسابها في «تويتر» إنه انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، مطالبة المليشيا الإرهابية بإلغاء تلك الأحكام الجائرة وإطلاق سراحهم على الفور، موضحة أن أحكام الإعدام الصادرة ضد الأكاديميين والطلاب والسياسيين المختطفين جزء من نمط ممنهج لتوظيف القضاء من أجل تسوية الحسابات السياسية. فيما طالبت منظمة «رايتس رادار» لحقوق الإنسان في العالم العربي أمس بتحرك دولي عاجل لمنع تنفيذ جماعة الحوثي في اليمن أحكاما بإعدام 30 مختطفا. وقالت المنظمة في بيان لها: «نطالب المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والسريع، لمنع إعدام 30 معتقلا مدنيا في سجون الحوثي بصنعاء، التي أصدرت أحكاما ضدهم بالإعدام في إجراءات قضائية تفتقر لأدنى حقوق التقاضي». وأضافت أن هذه الأحكام تعد سابقة خطيرة في تاريخ القضاء اليمني، خصوصا أن المحكمة الحوثية «غير قانونية»، موضحة أن المحكمة حددت تنفيذ أحكام الإعدام بحق هؤلاء المعتقلين خلال 15 يوما فقط من تاريخ صدورها، مع أن جميع من صدرت ضدهم الأحكام القضائية هم إما أساتذة جامعيون أو طلبة جامعات أو موظفون أو مواطنون عاديون اعتقلوا من منازلهم ومن مقار أعمالهم. ودعا البيان الأممالمتحدة، راعية عملية السلام في اليمن، إلى التدخل العاجل والجاد، لمنع ارتكاب ما اعتبرته مجزرة جنائية من قبل جماعة الحوثي بحق المعتقلين المدنيين. وتتزامن الأحكام التي أصدرتها المليشيا مع زيارة مبعوث الأممالمتحدة مارتن غريفيث إلى واشنطن لعقد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين لمناقشة الوضع في اليمن، ووفقاً لمكتب مبعوث الأممالمتحدة فإن غريفيث يبحث عن دعم أمريكي لدفع عملية السلام قدماً ووضع حد للنزاع في اليمن. من جهة أخرى، يواصل الجيش الوطني في محافظة صعدة تقدمه على مختلف المحاور، إذ أوضح مصدر عسكري يمني ل«عكاظ» أمس أن قوات الجيش الوطني تمكنت خلال ال24 ساعة الماضية من السيطرة على عدد من المرتفعات الجبلية في مديرية باقم، مؤكدة مقتل 23 مسلحاً حوثياً وجرح آخرين.