سيرا لتحقيق رؤية المملكة 2030 بنقل التقنيات وتوطين الصناعات والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية، وزيادة المحتوى المحلي، والحفاظ على البيئة، تسعى المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لخلق شراكات مميزة مع الجامعات العالمية والشركات الصناعية الكبرى لتحقيق الأهداف المنشودة. وتحت هذه المظلة، أقامت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ورشة عمل تقنية جمعت علماء من جامعة أوفا وشركة أورال الروسيتين يومي 7 و8 يوليو 2019 بمقر معهد الأبحاث في الجبيل. وتأتي هذه الزيارة امتدادا لزيارة وفد المؤسسة بقيادة المحافظ خلال شهر فبراير الماضي إلى جامعة أوفا وشركة أورال تك الروسيتين، التي استعرض خلالها سبل التعاون بين الجانبين، وتعتبر جامعة أوفا من الجامعات العريقة في جمهورية روسيا الاتحادية والمصنفة في قائمة أفضل 50 جامعة في روسيا. وتهدف هذه الورشة لخلق شراكة متكاملة لنقل التقنية والمعرفة وبناء جسور لتوطين تقنيات التحلية في المملكة، وتسعى المؤسسة للاستفادة من الخبرات المتقدمة والمختبرات العالية التقنية لجامعة أوفا في مجال تطوير وإدارة خطوط الأنابيب ورفع كفاءة تشغيلها وتبادل الخبرات. ولما للمؤسسة من رصيد معرفي ثري في مجال التدريب، فقد اشتمل برنامج التعاون على رفع كفاءة التميز التدريبي لمنسوبي المؤسسة في مجال التشغيل والصيانة، إضافة إلى برنامج تعاون متكامل مع معهد الأبحاث وتقنيات التحلية بالجبيل بهدف رفع كفاءة خطوط النقل والوصول بها إلى أعلى مستوى من التميز التشغيلي. وفي سياق تطوير التقنيات والحفاظ على البيئة التي توليها المؤسسة أهمية عالية، فقد اشتمل برنامج الورشة على عقد شراكة مع معهد الأبحاث وتقنيات التحلية بالجبيل التابع للمؤسسة، لتطوير تقنيات جديدة للاستفادة الكاملة من المحلول الملحي الرجيع، وذلك باستخلاص المعادن ذات الجدوى الاقتصادية منه لزيادة العائد الاستثماري من عمليات التحلية وزيادة المحتوى المحلي، من خلال إنشاء مصانع لهذه التقنيات بالمملكة والحفاظ على البيئة من خلال الحيلولة دون إرجاع المحلول الملحي الى البحر. وتعتبر هذه التقنيات الجديدة داعمة لمشروع «صفر رجيع ملحي» الذي تمتلك المؤسسة براءة اختراعه وهو الآن تحت التجربة في إحدى محطات المؤسسة التجارية. وسعيا من المؤسسة للمضي قدما بتوطين صناعة التحلية، فقد اشتملت هذه الورشة على مشاركة اختصاصيين من شركة أورال الروسية لتطوير مضخات الضغط العالي المستخدمة في محطات التناضح العكسي بالتعاون الكامل مع معهد الأبحاث وتقنيات التحلية لرفع كفاءتها من 85% إلى 95% وذلك بهدف التقليل من استخدام الطاقة وخفض التكلفة الإنتاجية. ولا يقتصر البرنامج على تطوير المضخة فقط بل سعيا وراء تصنيعها محليا وبالتالي زيادة المحتوى المحلي في المملكة تناغما مع رؤية المملكة 2030.