أصبح تصفحنا على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية محزناً أكثر مما هو إيجابي، أكثر مما يفترض أن يتلبس بثوب «الوطنية» الحقيقية في تفنيد الأخبار المغلوطة والدفاع عن مملكتنا الحبيبة. الحقيقة؛ المشهد اليوم مليء بالكراهية والحقد والشتم تجاه بعضنا البعض وتجاه بعض الدول العربية الأخرى التي لا تمثل نبل أخلاق هذا الشعب الودود المحب لغيره. جماعات «باند واغون»؛ مع الخيل يا شقرا - سعودية تسيء للمملكة أكثر من المشاركة في إبراز الصورة الحقيقية لهذه الأرض الكريمة. في ظن كل منهم أنه الشجاع، الذي لم تلد السعودية مثله قط. يقوم هذا المقدام بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بكل كراهية وحقد ليجد آخرين مثله في نفس حالته يشاركون في أحد الوسوم «الهاشتاغات» التافهة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؛ تبدأ المسألة تجاه قضايا عادية، فيقومون بتوجيه أقبح الشتائم من غير دراية كافية عن كيف نشأ الموضوع من أساسه أو حتى فحواه، أو حتى ما إذا كان حقيقة أم أنها إشاعة عابرة لا هدف لها، اعتقاداً منه أنه بفعلته يدافع عن وطنه، عن تعليمه، عن أهله، عن تربيته للأسف تحت وسم «#السعودية_للسعوديين»، حقيقي؟ أبذلك تُعَظَّم الدول؟ كلنا نعلم توجه القيادة الرشيدة في الانفتاح على الغير، في نشر السلام والثقافة السعودية، وكل منا رأى الزيارات العديدة للمقام السامي لدول مختلفة في تحقيق ذلك عن طريق مشاركة الخبرات والتعلم فيما قد يزيد من رفعة هذا الشعب الطيب الكريم، مستندين بقوله تعالى في سورة الحجرات «يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم (12) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثىٰ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (13)» صدق الله العظيم. عزيزي الشجاع هدِّئ من روعك، فمن وجهة نظري الشخصية المتواضعة كثير من يبحثون عن الشهرة من الصحفيين أو الإعلاميين أو ساسة من الدرجات الضعيفة عرب أو دوليين يختارون السعودية هدفاً لهم لسهولة قطع مسافة العناء والشقاء في عمله التي قد تصل به إلى الواجهة الأمامية لأنه بمجرد أنه شتم السعودية، فسوف نساعده نحن ونحقق له حلم الشهرة التي طالما بحث عنها، وندفع به إلى المقدمة باستفزازه لنا، وإنشاء أوسمة تحمل اسمه والبحث عن صوره وحياته الشخصية لعلنا نجد ما يضحكنا لوهلة. رأيي المتواضع دعه وشأنه، أو إن أردت أن تفحمه، فافعل ذلك بإيجاد الحقائق، في تفنيد معلوماته المغلوطة بإسكاته بالدلائل، ولا تصغر من نفسك في المبادرة بشتمه. لخَّص الإمام الشافعي ثلاث مقولات شهيرة في أدب الأخلاق. الأولى: «إذا نطق السفيه فلا تجبه، فخيرٌ من إجابته السكوتُ. فإن كلمته فرَّجت عنهُ، وإن خلَّيته كمداً يموتُ»، وقال أيضاً: «يخاطبني السفيه بكل قبحٍ، فأكره أن أكون له مجيبا، يزيد سفاهة فأزيد حلماً، كعودٍ زاده الإحراق طيباً». واختتم ثالثاً بقوله: «إذا سبني نذل تزايدت رفعةً، وما العيب إلا أن أكون مساببه. ولو لم تكن نفسي عليَّ عزيزةً، لمكَّنتها من كل نذل تحاربه». عزيزي السعودي كونك رجلاً أو امرأة، تكون السعودية عظيمة بالسعوديين بحنكتها، بسياساتها، في دبلوماسيتها، بآداب وأخلاق وعلم شعبها، بدفاعنا عنها بالكلمة الطيبة، بقصصها الحقيقية في نشر ثقافتها ونشر السلام والأمن داخل وخارج محيطها، لا بكراهيتها وحقدنا على بعضنا البعض أو على الشعوب الأخرى. فلنساعد في تحقيق رؤية دولتنا الحبيبة في إبراز حضارتنا وعلمنا. «روحي وما ملكت يداي فداهُ.. وطني الذي قد عشت تحت سمائهِ، وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ، منذ الطفولة قد عشقت ربوعه، إني أحب سهوله ورباهُ.. وطني الحبيب.. وهل أحب سواهُ ؟». * كاتب سعودي [email protected]