صدر اليوم (الخميس) بيان مشترك للمملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى جمهورية كوريا، فيما يلي نصه: بدعوة من رئيس جمهورية كوريا «مون جي إن»، وبرغبة من القائدين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفخامة الرئيس «مون جي إن» في تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، قام صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة رسمية إلى جمهورية كوريا في 26 27 يونيو 2019م، حيث استقبله رئيس وزراء جمهورية كوريا «لي ناك يون» في مطار العاصمة سيول. وعقد فخامة الرئيس: «مون جي إن» مع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مناقشات عميقة حول مستقبل تطوير العلاقات الثنائية، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية، وتم الاتفاق على توسيع نطاق التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا في جميع جوانب العلاقات الثنائية: أولاً: تعزيز شراكات رؤية 2030. حيث أعرب الرئيس «مون جي إن» وصاحب السمو الملكي ولي العهد عن رضاهما حول توسيع مجالات التعاون الثنائي لتشمل مختلف المجالات بما في ذلك مجالات الرعاية الصحية والخدمات الطبية وتقنيات التواصل والمعلومات والثقافة والتعليم بما يتوافق مع رؤية 2030م، إدراكاً منهما بأهمية الشراكة الاستراتيجية التي تطورت بالدرجة الأولى عن طريق نطاق الطاقة والبنية التحتية منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1962م. وأكد الرئيس الكوري دعم حكومته لرؤية 2030م السعودية، والتي تمضي قدماً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد، واتفق الجانبان على وجود اهتمام مشترك بينهما، ألا وهو تعزيز شراكات رؤية 2030م عن طريق لجنة الرؤية السعودية الكورية 2030م، كما اتفقا على تسريع وتيرة التعاون لتحقيق تلك الرؤية عن طريق الجهود التي تتضمن إنشاء مكتب تحقيق الرؤية في (سيؤول والرياض). ثانياً: تعزيز التعاون الفعال والمتبادل في الاقتصاد الجديد. كما اتفق الجانبان على تنويع وتوسيع التعاون الثنائي في مجال الصناعات الجديدة التي تلبي احتياجات حقبة الثورة الصناعية الرابعة، وعلى وجه الخصوص، اتفق الجانبان أن الدولتين ستبذلان جهوداً مشتركة لخلق فرص وظيفية للشباب في الدولتين، في مقدمتها مجالات الصناعة الحديثة المستقبلية كالسيارات الصديقة للبيئة وصناعة الروبوتات وتقنية المعلومات والتواصل وتقنيات شبكة الجيل الخامس. وفي ضوء ذلك، رحب الجانبان بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم واتفاقية برنامج تنفيذي في هذه الزيارة، متضمنة مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات السيارات، واتفاقية برنامج تنفيذي في مجال صناعة الروبوتات، ومذكرة تفاهم في مجال تقنية معلومات الاتصال، ومذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجال اقتصاد الهيدروجين. وأعرب الجانبان عن أملهم لزيادة توسيع التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ورحبت المملكة العربية السعودية بمشاركة الشركات الكورية في مناقصة مشروع بناء أول محطة توليد طاقة نووية تجارية في السعودية، كما أكد الجانبان على أهمية استمرار التعاون وبناء القدرات البشرية في البحث والتطوير النووي والمناطق التنظيمية. ثالثاً: توسيع الاستثمار المتبادل. اتفق الجانبان على بذل الجهود لزيادة الاستثمار المتبادل من أجل توسعة الاستثمارات التي تعود بالنفع على الجانبين، مع الأخذ في الاعتبار الإمكانيات الكافية لتوسيع الاستثمار المتبادل الذي يعكس مستوى التعاون الاقتصادي وحجم التجارة بين البلدين، كما اتفق الجانبان على العمل معاً لإنجاح المشاريع الضخمة التي تسعى المملكة العربية السعودية لتحقيقها ك «مشروع البحر الأحمر» و «نيوم» ومدينة «القدية الترفيهية». وأشاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفخامة الرئيس «مون جي إن» بتوسعة مشروع شركة «إس أويل s-oil» وافتتحا معاً المشروع بعد توسعته، وبلغ حجم الاستثمار فيه (4.2) مليار دولار أمريكي مما سيعزز من ربحية شركة «إس أويل» وقدرتها التنافسية. ورحب الجانبان بأن يكون التركيز في مرحلة التوسعة المقبلة ل «إس أويل» على زيادة إنتاج البتروكيماويات وتوظيف تقنية جديدة تعرف ب (تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية بالتكسر الحراري Thermal crude to chemicals والتي طورتها شركة أرامكو السعودية ويبلغ حجم ذلك الاستثمار حوالي 6 مليار دولار تقريباً. من جهته أشاد الرئيس «مون جي إن» باهتمام الجانب السعودي للاستثمار في جمهورية كوريا، وخاصة في مجالات الطاقة والتكرير والبتروكيماويات، ونشأ عن ذلك الاهتمام مؤخرًا استثمار «أرامكو السعودية» في شركة «هيونداي أويل بنك» لتكرير النفط، حيث تسعى شركة أرامكو السعودية إلى توسيع نطاق أنشطتها، وخاصة في مجال البتروكيماويات، مما يعكس اهتمام كلتا الدولتين بتوسيع الاستثمارات المشتركة. كما أشاد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتزايد عدد الاستثمارات والشراكات الكورية المرتبطة بها في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى مساهمة الشركات الكورية في المشاريع الكبرى لرؤية السعودية 2030، كمشاركة شركة «هيونداي للصناعات الثقيلة» في مجمع الملك سلمان للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، ومشاركة شركة «الكهرباء الكورية للطاقة» في مشاريع الطاقة الأساسية في المملكة العربية السعودية.