بالرغم من الكثير من التحديات التي واجهته، إلا أنه ليس هناك رأيان أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نجح في إحداث تغييرات مجتمعية إيجابية جذرية وغير مسبوقة في المملكة وفق الرؤية 2030 التي سارت على خطى ثابتة، لتوافقها مع ميول جيل الشباب السعودي الذي يصل لنسبة تصل ل70% من المجتمع عبر تنفيذ خطط ومنطلقات 2030 التي تعتبر بكل المعايير تغييراً في قواعد اللعبة، هذا التغيير الذي قاده الشباب السعودي الذي أشار الأمير الشاب محمد بن سلمان إليه في حديثه أخيراً، قائلا: «أنا فخور بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف كثيرون من أن «الرؤية» ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه» التخوفات التي تحدث عنها الأمير محمد بن سلمان كانت بسبب أن أي تغيير إستراتيجي مجتمعي إصلاحي يواجه عادة صعاباً وتحديات ومقاومة، إلا أن هذه الصعاب انتهت بمجرد قبول الشباب لهذا التغيير الذي أصبح -بحسب ما أوضحه الأمير محمد بن سلمان- يتسابق أمامه ويقود التغيير غير المسبوق في المجتمع السعودي ذي الروح الشبابية بدعم من الرؤية الشابة التي حققت تطلعاتهم وآمالهم. وتحول النقاش كما أشار الأمير محمد بن سلمان من التغيير الذي نريده من الدولة إلى التغيير الذي نصنعه جميعاً، إذ انصهر المجتمع السعودي في بوتقة واحدة، وأصبح الجميع على مسافة واحدة من هذا التغيير خصوصاً أن ولي العهد أحسن قراءة طريقة التفكير لدى جيل الشباب، وأيقن أنهم على استعداد لتقبل هذا التغيير الذي يحتاجونه لبناء السعودية الجديدة، وتمكين المرأة بشكل أكبر في المشاركة بالحياة المجتمعية بشكل رئيسي. وليس هناك شك في أن ما يحدث في المملكة تغيير شامل للاقتصاد هدفه إحداث نقلة في الأداء الاقتصادي على المديين المتوسط والطويل، وهذا التغيير يتطلب صبراً وتحملاً من الجميع؛ لكي تستطيع المملكة أن تصبح دولة لا تعتمد على النفط، وتعمل على تنويع مصادرها غير النفطية وتحقق عوائد مالية كبيرة وتساهم بشكل فعال في عملية التحول الاقتصادي، والانتقال من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد يتسم بالإنتاجية والتنافسية العالمية. ومن المؤكد أيضا أن «رؤية المملكة 2030» التي هندس ملامحها ومبادراتها وبرامجها الأمير محمد بن سلمان تخضع لتحديث وتعديل وفق الظروف والمعطيات التي تظهر عند التطبيق، دون الإخلال بركائز ومستهدفات «الرؤية»، إذ أكد سموه أن هذه الرؤية تحقيق أفضل النتائج في ظل وجود جودة أعلى في اتخاذ القرارات المبنية على الدراسات والتحليلات والأرقام والحقائق والبيانات. في الخارج نجحت رؤية ولي العهد في تعزيز صورة السعودية الجديدة، وأصبح للمملكة دور وتأثير في صناعة القرار العالمي والمحيط الإسلامي، إذ أصبحوا يرون المملكة مركزاً لصناعة القرار في الشرق الأوسط، وتغيير الصورة النمطية عن الإسلام بعد تبني نهج الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي وتحقيق حلم الأمير محمد بن سلمان في تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا جديدة، وعدم الارتهان على التحديات والنزاعات، إذ أشار سموه قائلاً: «لا تريد شعوبنا أن تكون أسيرة لنزاعات أيديولوجية تهدر فيها مقدراتها». وبهذا أرسل سموه رسالة أنه لن يسمح بالتطرف والتشدد والإرهاب الطائفي أن يتغلغل في شعوبنا، وسيتم اجتثاثه بالكامل. لقد قطع الأمير محمد بن سلمان على نفسه عهداً أنه لن يهدأ له بال حتى يحقق الأهداف للمواطن السعودي، إذ تملك السعودية ثروات طبيعية غير عادية وهي قبلة المسلمين وبلد الحرمين الشريفين، والموقع الإستراتيجي، وشعب جبار مبدع ومبادر ولا يليق لهذا البلد إلا موقع الصدارة في كل المجالات مهما كانت الظروف والتحديات كما قال الأمير محمد بن سلمان. لقد أجاد ولي العهد صناعة التغيير واختيار التوقيت المناسب له حيث حقق المعادلة الصعبة بحمله لطموح الشباب، ووضعه في واجهة أولوياته؛ لكي تتقدم المملكة في خريطة العالم.