أضحى الأمير محمد بن سلمان من أبلغ شخصيات العالم جاذبية، وفي صدارة السياسيين ذوي التأثير عالميًا، وصاحب مواقف عربية وإسلامية تحدث عنها القاصي والداني، فسلك الأمير الشاب الطرق السديدة والرشيدة، في محيط مضطرب ومناطق تتقاذف فيها أمواج الحرب والفتن والصراعات بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث نشأ وترعرع في مدرسة سلمان وهي مدرسة الحكمة والحنكة. مرت سنتان على بيعة الأمير محمد بن سلمان كولي للعهد، هاتان السنتان اللتان تحققت فيهما منجزات داخلية غير مسبوقة من خلال الرؤية 2030 التي يعتبر ولي العهد مهندسها وعرابها، حيث شملت هذه الرؤية إصلاحات في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فعلى الصعيد السياسي رسم الأمير محمد بن سلمان خارطة المنطقة العربية والإسلامية وأعاد الهيبة لها؛ حيث أوقف التمدد الإيراني الذي أصبح خطراً يحاك ضد السعودية، وأنشأ التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد الحوثيين الذين يهددون المملكة. وأصبحت المملكة لاعباً رئيسياً في صناعة القرار الدولي، ووقف بحزم وعزم من ممارسات قطر ضد المملكة حتى تغير سلوكها بوقف الدعم للإرهاب، فضلا عن تبنيه قيم الوسطية والتسامح والاعتدال ومواجهة الفكر المتطرف بقوة وحزم.. محمد بن سلمان أصبح يُعرف في الغرب والعالم الإسلامي بأنه رجل المهمات الصعبة والمتعددة، وقائد الرؤية والتحول الوطني التاريخي، يعمل على أكثر من محور، يتصدى لأصعب المهمات الأمنية، ويعمل على تقوية وتعزيز القوة الاقتصادية الكبيرة. إن ما نشهده من حراك تنموي كبير وبنّاء يؤكد للعالم بأن السعودية الجديدة متوثبة إلى المستقبل باعتمادها على الله أولاً ثم برؤية وحكمة قيادتها ومكامن قوتها وطموح شعبها وإيمانها بشبابها، لتنافس بلادنا على مصاف دول العالم الأول. وقد يكون من الصدف تزامن انعقاد القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) في مكة مع الذكرى الثانية لتولي سموه منصب ولي العهد، حيث حققت هذه القمم اختراقات غير مسبوقة وتعتبر تغييرا في قواعد اللعبة. إن المملكة كما هي ماضية في إصلاحاتها وإنجازاتها الداخلية، فإنها تواصل ريادتها وقيادتها للعالمين العربي والإسلامي لتصبح في قلب السياسة الدولية والتأثير العالمي، والمملكة تحتضن هذه القمم ونحن بحمد الله في أمن وأمان وازدهار رغم التحديات التي يواجهها العالم. إنهما عامان من الإنجازات على المستويات كافة لعراب التغيير ورؤية 2030، فمن محاربة التطرف والإرهاب إلى محاربة الفساد، ومن الاعتماد الكلي على النفط إلى التنمية والازدهار وآفاق اقتصادية أرحب، ومن الانغلاق إلى الانفتاح. إنجازات تلو الأخرى لولي العهد، برغم ما واجهه من تحديات وحملات إعلامية مسعورة تقودها دول تسعى للفتنة وإشعال النار، وإيقاف قطار التنمية، والعودة بالسعودية للخلف، ولكن بابتسامته المعهودة أوقفها، ومن خلفه شعبه أطفأها. فما تحقق من إنجازات في فترة قصيرة يساوي سنين طويلة في عمر الأمم.. ومنذ اليوم الأول لتولي سموه ولاية العهد بزغ نجمه، وظهر شأنه، وعلا أمره، آخذاً على عاتقه نهج التخطيط والتنظيم، والتنفيذ والرقابة، لرسم خارطة طريق المستقبل بسواعد وطنية, تتسم بالشفافية والجدية لتسريع عجلة التنمية المستدامة على كافة الأصعدة عبر محاور رئيسة من مرتكزاتها برنامج التحول الوطني الجسور، ورؤية وطن 2030 المباركة. إن سر نجاح ولي العهد هو حبه لشعبه، وحب شعبه له، أحب شعبه فأحبوه.. وهو أمير المستقبل وأمير الشباب صاحب الرؤية والطموح لا يقبل بأنصاف الحلول، حارب التطرف ومن يقف خلفه، أعلن حربه على الفساد والفاسدين، حمل طموحات الشباب وسعى لتنفيذها. «هدفه الوحيد هو تحقيق أحلام شعبه.. اهتمامه الوحيد هو جعل بلاده الأعظم». كتب تاريخاً جديداً لأمته ومجداً تليداً لوطنه. عامان من المجد والتطوير، وفق رؤية طموحة ومستقبل مشرق، واقتصاد مزدهر، حيث شهدت العديد من الإنجازات السياسية والتنموية والاقتصادية. محمد بن سلمان.. هندس الإصلاح في الداخل.. ونجح باقتدار في قواعد اللعبة في الخارج، ولم يقتصر الاهتمام بالصعود اللافت للأمير محمد بن سلمان، والرؤية الجديدة التي يحملها لبلاده في مراكز صناعة القرار فقط. فمراكز الأبحاث العالمية المقربة من دوائر صنع القرار تراقب بدورها الإنجازات التي يحققها وتؤكد دوره الريادي في العالم.