اعترف الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء فهد حسين السديري ل«عكاظ» أن انقطاع التيار في المنطقة الجنوبية أخيرا، كان أزمة عنيفة على المشترك، موضحاً أن مثل هذا الخلل قد يحصل أحيانا في مناطق أخرى ودول أخرى، معربا عن أسفه وندمه لأن الحادثة الأخيرة أخذت وقتا أكثر مما يجب لإعادة الخدمة. وأعلن عن وجود فريق فني شُكل بتوجيه من وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح مكون من جهات مختلفة تضم عنصرا خبيرا ومستقلا، يعمل حاليا على تقييم الحادثة وكيف تعاملت الشركة مع هذا الانقطاع منذ بدايته وكيف يمكن التعامل مع حوادث مماثلة مستقبلاً، ولنتعرف أيضا على الاستثمارات المطلوبة في المنطقة التي تساهم في رفع الكفاءة حتى لا يتكرر مثل هذه الحادثة مستقبلاً وبهذا الحجم. وقال السديري:«ورغم ذلك نكرر اعتذارنا لجميع المشتركين ونحمد الله أننا استطعنا إعادة الخدمة لجميع المشتركين قبل حلول عيد الفطر المبارك، فجميع الأحمال عادت إلى طبيعتها والنظام يعمل بشكل مستقر وموثوق وسنعمل خلال الفترة القادمة على وضع أيدينا على الخلل ومعالجة جميع الأخطاء التي وقعنا فيها ومنها التدخل السريع لإعادة الخدمة في حال وجود أي خلل طارئ». وأكد السديري أن لديهم شبكة كهرباء مترابطة بنسبة كبيرة تصل إلى 98% تمتد من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وهذا لا يوجد في بعض الدول، لافتا إلى أنهم يسعون جاهدين لربط بعض المناطق المعزولة عبر مشاريع كبيرة لتصل نسبة الربط 100%. وبين السديري أن الهم الأول للشركة في حادثة الانقطاع الأخيرة كان إعادة الخدمة للمشتركين، ومن ثم النظر في الحادثة نفسها وبالتسلسل منذ لحظة انقطاع التيار وخروج المحطة عن الخدمة. وأضاف السديري: «وقد يسأل المشترك كيف يؤدي سقوط برج واحد إلى خروج محطة كاملة عن الخدمة ومن حق المشترك أن يطرح مثل هذه الأسئلة ومن واجبنا الإجابة والرد وتوضيح كيفية أن لا يتكرر مثل هذه الحادثة مرة أخرى»، واعدا بأنهم سيعملون خلال المرحلة القادمة على تقييم جميع الشبكات في المملكة. وأعلن أن لديهم هدفا محددا هو إعادة النظر وتقييم الشبكات في المنطقة الجنوبية لنتعرف على نقاط الضعف لنصل إلى مرحلة إذا سقط فيها برج أو برجان أو حتى ثلاثة يفصل نهائيا ولا تنقطع الخدمة عن المشترك أو تتأثر المحطة بأكملها. وأرجع الانقطاعات المتكررة في بعض المناطق خصوصا في جازان إلى صعوبة التضاريس فيها، مبينا أنه لو ضربت مثل هذه المناطق سيول أو عواصف أدت إلى انقطاع الخدمة يواجه الفنيون صعوبة في إعادة التيار وهذا يتطلب منهم مزيدا من الوقت في بعض الأحيان، واعدا بأن الشركة ستدرس كيفية التعايش مع مثل هذه الظروف لوضع التحسينات اللازمة التي تضمن استمرارية الخدمة للمشترك.