تتجه أنظار العالم نحو قبلة المسلمين في مكةالمكرمة، إذ تعقد للمرة الأولى قمتان طارئتان «خليجية وعربية» اليوم (الخميس)، بحضور قادة وزعماء الدول العربية والخليجية، الذين لبوا دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. فيما تنطلق غدا (الجمعة) القمة الإسلامية الاعتيادية في دورتها ال14 لمنظمة التعاون الإسلامي تحت شعار «قمة مكة.. يداً بيد نحو المستقبل». ويعد انعقاد القمم ال3 مجتمعة في شهر رمضان حدثاً غير مسبوق في ظل الأوضاع المتوترة والتصعيد الأمريكي - الإيراني. وانطلقت أمس أعمال الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة لإعداد جدول الأعمال والبيان الختامي ووثيقة مكة. وعلى طاولة القمة الإسلامية ملفات بارزة عدة، يأتي في مقدمتها التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة وسبل التصدي لها عقب الاستهداف الذي تعرضت له سفن في المياه الإقليمية قرب الفجيرة ومن ثم استهداف محطات ضخ نفط في السعودية، وهي الهجمات التي اتهم وكلاء إيران بتنفيذها بإيعاز من الحرس الثوري، كما تناقش القمة تطورات الوضع في فلسطين وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه، إضافة إلى التطورات في سورية وليبيا واليمن وأزمة مسلمي الروهينغا في ميانمار. وتبحث اجتماعات القمة أهم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، ومنها الأزمات والتطورات الجارية في المناطق العربية والأفريقية والآسيوية، والقضايا الثقافية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية التي تهم الدول الأعضاء بالمنظمة، ومكافحة الإرهاب والتطرف والتصدي لظاهرة «الإسلاموفوبيا». وبدأ الزعماء والوفود العربية بالتوافد إلى المملكة، وازدانت شوارع وميادين مكةالمكرمة بأعلام الدول المشاركة في أعمال القمم الخليجية والعربية والإسلامية، في إطار الاستعدادات التي تشهدها المملكة، إذ تُجرى تحضيرات إعلامية ضخمة، من خلال 13 فريق عمل لمواكبة الحدث الكبير، وتسهيل مهمة عمل التجمع الإعلامي العالمي، باستضافة 390 إعلاميا وصحفيا دوليا، و59 قناة عالمية. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين إن الملفات المطروحة على طاولة النقاش كثيرة وتصب في صالح الأمة الإسلامية التي تواجه مع كل أسف تدخلات في شؤونها، وتواجه مخاطر الإرهاب والتطرف العنيف الذي أصبح مهددا للمجتمعات جميعا، وأيضا سيكون ملف الإسلاموفوبيا حاضرا، والذي بات مقلقا وأسهم في زيادة أعمال العنف تجاه المسلمين في كثير من الدول، وهناك بكل تأكيد حضور لقضية فلسطين التي تم تأسيس منظمة التعاون الإسلامي من أجلها، وستبقى هي القضية الأولى حتى إنهاء الاحتلال الغاشم. وأكد في مقابلة مع «عكاظ» نشرت أمس، أن مكان وزمان انعقاد القمة له دلالته المهمة، فمكةالمكرمة هي أقدس المدن الإسلامية، والمملكة باستضافة القمة في مكةالمكرمة في العشر الأواخر من رمضان ترسل مع شقيقاتها الدول الأعضاء إلى العالم رسالة سلام ومحبة وتضامن وتعاون من مهبط الوحي، ومن جوار بيت الله الحرام.