بعد تلطخ ملف مونديال 2022 في الفساد والرشاوى، ها هي قطر من جديد تطالها الفضائح من جديد، ولكن هذه المرة في ملف استضافتها لبطولة العالم لألعاب القوى، إذ ذكرت مصادر قضائية فرنسية وأخرى قريبة من الملف لوكالة فرانس برس أمس، أن فرنسا اتهمت نهاية مارس رئيس مجموعة «بي إن» الإعلامية القطرية يوسف العبيدي، والرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى لامين دياك في التحقيق حول شكوك بالفساد على هامش ترشيح الدوحة لاستضافة بطولة العالم 2019. وأوضح مصدر قضائي أن قضاة التحقيق الماليين يتهمون العبيدي ب«الفساد النشط»، فيما اتهموا دياك أمس ب«الفساد السلبي»، مؤكداً بذلك معلومات أوردتها صحيفة «لوموند». والعبيدي هو أيضاً رئيس شبكة «بي إن سبورتس» في فرنسا، ومقرب جداً من رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي، الموضوع على غرار لامين دياك كشاهد في هذا التحقيق القضائي الذي يستهدف أيضاً ظروف منح استضافة أولمبيادي 2016 و2020 إلى ريو دي جانيرو وطوكيو على التوالي. ويتساءل القضاة حول دفوعات إجمالية بقيمة 3.5 مليون دولار قامت بها في خريف العام 2011 شركة «أوريكس قطر سبورتس إنفستمنت» العائدة لناصر الخليفي وشقيقه خالد لصالح شركة تسويق رياضية يديرها بابا ماساتا دياك، نجل رئيس الاتحاد الدولي السابق لامين دياك البالغ حالياً 85 عاماً والذي شغل هذا المنصب من 1995 إلى 2015. وأعربت الدوحة في تلك الحقبة عن طموحها ورغبتها باستضافة مونديال 2017 لألعاب القوى. ويحاول قضاة التحقيق تحديد ما إذا كان لامين دياك عمل، في مقابل الحصول على هذه الأموال، على تأجيل مواعيد إقامة البطولة بسبب الحرارة المرتفعة في الإمارة الخليجية، وأثر على تصويت أعضاء الاتحاد الدولي لصالح قطر. وتم التحويل الأول في 13 أكتوبر 2011، والثاني في 7 نوفمبر، أي قبل 4 أيام فقط من عملية التصويت التي صبت في النهاية لصالح لندن على حساب الدوحة. لكن بعد 3 سنوات، منحت العاصمة القطرية حق تنظيم هذه النسخة من 27 سبتمبر إلى 6 أكتوبر. ووردت هذه الدفوعات في محضر اتفاق مع شركة بابا ماساتا دياك على أن تقوم شركة «أوريكس قطر سبورتس إنفستمنت» بشراء حقوق النقل التلفزيوني لقاء 32.6 مليون دولار، شرط أن تحصل الدوحة على تنظيم نسخة 2017، حسب مصدر آخر مقرب من الملف. وينص العقد على أن الدفوعات التي تمت قبل قرار الاتحاد الدولي في 11 نوفمبر 2011 منح التنظيم للندن -التحويلين معاً- «لا يعاد تسديدها»، وهذا ما أثار شكوك القضاة.