يوماً بعد آخر، يجذب مسلسل «العاصوف» بطولة الفنان السعودي ناصر القصبي، ومجموعة من أبرز ممثلي الخليج، المشاهدين لأحداثه المثيرة، التي تتناول حقبة زمنية مضى عليها عشرات السنين. وفي واحدة من الحلقات المهمة، تناول العاصوف اليوم (الإثنين) حادثة الاعتدء على الحرم المكي قبل 41 عاماً، إذ حوت مشاهد ظهر فيها مصلون في لقطات تمثيلية يحملون السلاح في توابيت مخصصة لنقل الموتى، إذ فوجئ خالد وخاله أبو يعيش اللذان يؤديان العمرة، بظهور جهيمان وجماعته بالأسلحة بمجرد انتهائهما من الصلاة في صحن الحرم، فأغلقت الأبواب المصلين، ومن ضمنهم زعيمهم «المهدي المنتظر» على حد اعتقادهم. وكعادة العاصوف على مدار عامين متتاليين، تميزت الحلقة لجهة الإخراج والأداء، إذ تصدى لدور جهيمان العتيبي الممثل يعقوب الفرحان، الدي أتقن الدور ولفت انتباه المشاهدين، بينما لم تتجاهل الحلقة الأحداث خارج الحرم، والقلق الذي يعيشه أهالي المحتجزين، عبر عرض مشاهد لعائلة خالد وطريقة تلقيها نبأ احتجاز إبنهم، ومحاولة عثورها على معاومات عنه، في محاكاة لا تخرج عن نص الواقع في ذلك الوقت. كما عرضت الحلقة التصرف الحكيم للحكومة السعودية في التعامل مع الحادثة، التي نجحت في تطهير الحرم من المعتدين، مع الحفاظ قدر الإمكان على زوار بيته العتيق. وشهدت حلقة حادثة الاعتداء على الحرم نسبة مشاهدة عالية من جانب السعوديين، كونها توثق لقضية مهمة بالنسبة لهم، وضعها على صدارة قائمة الترند في مواقع التواصل. وأشاد عدد كبير من المشاهدين بأداء الممثلين في الحلقة، الذين جسدوا أدوارهم بإتقان، ونقلوا صورة مشابهة لما حدث قبل عشرات السنين. ويستكمل مسلسل «العاصوف» قصة الاعتداء على الحرم في حلقة مساء غد (الثلاثاء)، ومن المتوقع أن تنال ذات الاهتمام، كونها ستكشف المزيد من تفاصيل الحادثة. فيما يظل مسلسل «العاصوف»، أحد أهم الأعمال الدرامية التي ترصد حال المملكة في تلك الحقبة، كيف بدأت وإلى أين وصلت، وما الذي تبدّل، مرورا ببعض الأحداث الهامة التي تركت آثارا كبيرة على المحيط الداخلي والعالم بأسره.