انطلقت أعمال المنتدى العالمي للتعايش في مدينة قرطبةالإسبانية، التي شارك في إطلاقها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بمشاركة (21) منظمة دولية؛ احتفاءً باليوم العالمي للعيش معًا في سلام؛ اعتبارًا من الأربعاء 15 مايو الجاري وتستمر لعدة أيام، ومن أبرز المنظمين كل من مؤسسة قرطبة النموذجية(Paradigma Cordoba)؛ ومؤسسة نيكولاس بيوتشر(Nicolas Puech)؛ وسلام للتواصل الحضاري؛ وبلدية قرطبة؛ سعيًا إلى تبادل الخبرات والممارسات المثلى، المستوحاة من قصص نجاح الآخرين؛ وتنسيق الجهود وتقديم مساهمة ملموسة في عالم يولد الإلهام للتعايش بأمن وسلام، فضلًا عن إيصال رسالة عالمية للعيش المشترك واحترام التنوع وقبول التعددية وتعزيز المواطنة المشتركة الموجهة للإنسانية جمعاء. وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى؛ ألقى الأمين العام للمركز فيصل بن معمر، كلمة باسم الشركاء المؤسسين لمنتدى قرطبة، عبَّر فيها عن ابتهاجه بتواجده، في هذا المنتدى العالمي الرائع الذي يجمع أكثر من (200) مشارك من حوالي: (40) دولة من ديانات وثقافات متنوعة في هذه المدينة الاستثنائية، قرطبة، المكان الذي يمثل كل أشكال التعايش والتسامح والتمازج المثمر، مشيرًا إلى أنها المنطقة التي نرى فيها بصمات وآثار العديد من الحضارات التي مرت عليها باختلاف أديانها وثقافاتها، حيث قدّمت للإنسانية، أروع أمثلة عملية لنجاح الإنسان في تحقيق العيش المشترك. وقال ابن معمر: «على الرغم من ندرة الحقبات التاريخية المثالية؛ فقد شهدت قرطبة في ظل الإسلام حقبة من التعايش والتسامح، قلَّ نظيرها، حيث تجانس في أحضانها أديان وثقافات متنوعة، وعاش أتباعها معًا رخاءً ورفاهيةً وازدهارًا؛ فهل هناك مكان أفضل من (قرطبة) للاحتفال باليوم العالمي للأمم المتحدة للعيش معًا في سلام ؟ فضلًا عن الاستفادة من تجارب هذه المدينة التي ضمت مزيجًا من الحضارات المختلفة وأتباع الأديان والثقافات المتنوعة، وتسخيرها لتكوين تصورات تبعث على الأمل في تحقيق مستقبل أفضل للعيش معًا في أمن وسلام». وأكّد الأمين العام للمركز على أن أعظم ما قدمته الحضارة الأندلسية للإنسانية، ذلك النموذج الفريد الذي عرفه العالم حتى الآن، على إمكانية تعايش اتباع الأديان والثقافات والحضارات وتعاون الجميع لصنع الامتياز وتطبيقها على أرض الواقع. وأعرب الأمين العام للمركز عن دواعي سروره بانطلاق هذا المنتدى العالمي في إسبانيا، إحدى الدول الأعضاء المؤسسة لمركز الحوار العالمي، مثمنًا التزام إسبانيا بالحوار بين أتباع الأديان، من خلال دعمها المستمر لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. يُشار إلى أن مركز الحوار العالمي قد استبق فعاليات المنتدى بتنظيم دورة تدريبية لحوالي (30) شابًا وشابة من أكثر من (20) دولة من جميع أنحاء العالم على كيفية بناء السلام في مجتمعاتهم المحلية من خلال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، على أن يتم تمكينهم لاحقًا، على مواصلة العمل من أجل التعايش السلمي باستخدام مهاراتهم الجديدة في الحوار وتعلمهم من تجارب القيادات الشابة الأخرى.