ليست إحدى المعجزات السبع، لكنها حقيقية تعيشها خلال شهر رمضان في حال كنت بإحدى المدن السعودية الشهيرة بكثرة البنايات الشاهقة فيها، كالرياض، جدة، وأيضاً مكةالمكرمة، إذ إن ارتفاعات المباني تؤثر في عامل الزمن وذلك بحسب المعادلات الرياضية، مما يصنع تفاوتاً في مواقيت الإمساك والإفطار خلال الشهر الكريم، إذ إن ارتفاع 125 مترا عن سطح البحر يشكل فرقاً زمنياً قدره دقيقة واحدة. الدهشة التي عمل المهندسون المعماريون لصناعتها في المباني الشاهقة، لم تتوقف عند التصاميم المعمارية، لكن كما يبدو من غير قصد خلقت فارقاً زمنياً داخل البنايات. وفي السعودية التي سيصل عدد الأبراج الشاهقة فيها لنحو 115 برجاً شاهقاً بحسب مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية الدولي، إذ يتجه الأمر لتتكون ثقافة جديدة بالوعي لدى ساكني تلك الأبراج أو من يعمل فيها، ومعرفة تفاصيل الفروقات الزمنية في طوابقها. وفي مكةالمكرمة إذا كنت تقطن بجانب المسجد الحرام، في الأدوار العلوية ببرج الساعة تحديداً، يتوجب عليك معرفة أن 3 دقائق تفصل وقت الإفطار مع ارتفاع أذان المغرب في الحرم المكي وتناول الإفطار، وهو الفارق الزمني الذي صنعه ارتفاع البرج الذي يبلغ نحو 600 متر، ولا يتوقف الأمر عند برج الساعة بل حتى في خمسة مبانٍ شاهقة أخرى من بينها أبراج البيت التي يبلغ ارتفاعها 279 متراً فوق سطح البحر الأحمر. وإلى بوابة الحرمين جدة، التي يقبع فيها نحو ثمانية مبانٍ شاهقة وأخرى تحت التشييد، إذ يبلغ ارتفاع أعلى مبنى شاهق ومشيد في جدة 235.9 متر، ويليه مبنى آخر بارتفاع 187 مترا، إذ إن هذه الأطوال من الارتفاعات تدخل السكان في عداد الدقائق، وهي كفيلة بصنع تفاوت شاسع بين مواعيد الإفطار لاسيما في تلك المباني الشاهقة والقريبة من بعضها البعض. العاصمة السعودية التي تضم أكبر عدد من الأبراج والمباني الشاهقة المشيدة والمنجزة، وأيضاً تلك التي يعمل على تنفيذها، إذ يبلغ عددها نحو 68 مبنى عالي الارتفاع، من بينها 20 برجاً تم إنجازها، ويبلغ أعلى ارتفاع فيها 307.9 متر، إذ إن طول هذا البرج يصنع فرقاً زمنياً بين أسفله وأعلاه قدره دقيقتان. المنطقة الشرقية التي يوجد بها نحو 5 أبراج، تتراوح ارتفاعاتها بين 72 مترا، وحتى ال 200 متر، لكن الأمر لا يبدو أنه يشكل معضلة، كون عدد الأبراج قليلاً بالنسبة إلى مدينة جدة أو الرياض. وفي وقت سابق، قال رئيس قسم العلوم الفلكية السابق في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور الراحل حسن باصرة -رحمه الله- إن القاطنين في أعلى برج الساعة الواقع في مكةالمكرمة بالقرب من الحرم المكي، يتأخر عليهم غروب الشمس بثلاث دقائق عن القاطنين أسفله، وكذلك هو الحال بالنسبة للغروب، وهو بطبيعة الحال يؤثر أيضاً على موعد شروق الشمس بنفس الوقت. وأوضح باصرة أن مقدار ارتفاع 125 مترا عن سطح البحر يشكل فارقاً في التوقيت بنحو دقيقة واحدة.