لم تهدأ ساحات الجدل في السعودية بين الفقهاء والمعماريين حول برج ساعة مكة البالغ 600 متر فوق سطح البحر منذ افتتاح البرج، إذ دار الجدل أخيراً في العام الحالي حول فارق التوقيت في إفطار رمضان، والإمساك للصيام بين ساكنيه. وأوضح رئيس قسم العلوم الفلكية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن باصرة ل «الحياة» أن غروب الشمس عن ساكني أعلى البرج يتأخر عن ساكني أسفله بثلاث دقائق، وكذلك شروقها إذ تشرق على الطوابق العلوية قبل الطوابق السفلية بثلاث دقائق، مفيداً بأن ذلك يؤثر على توقيت الإفطار والإمساك في شهر رمضان ومواعيد دخول صلاة الفجر والمغرب لساكني البرج. وقال باصرة إن المعادلات الرياضية تفيد بأن ارتفاع 125 متراً تقابلها دقيقة واحدة كفارق توقيت بينها وبين الأفق (سطح البحر)، فيما ارتفاع 300 متر فيفرق توقيتها دقيقتين عن سطح البحر، و 700 متر يفرق توقيتها بثلاث دقائق. وبين رئيس قسم العلوم الفلكية أن ارتفاع ساعة مكة يدخل ضمن 700 متر والتي تفرق بتوقيتها عن الأفق بثلاث دقائق، مشيراً إلى أن الأدوار القابعة بين هذه الارتفاعات يتم فارق توقيتها بالتقدير. وأكد أن فارق التوقيت بين أسفل برج ساعة مكة والأدوار التي تجاوز ارتفاعها 125 متراً، يؤثر في مواعيد الإفطار والإمساك، على عكس صلاة العصر والظهر فإنه لا فارق بينهما. وأرجع باصرة الجهل بمعلومات المباني العالية والأوقات الفارقة بينها إلى عدم وجود أبراج عالية في السعودية، مضيفاً: «هذه الثقافة سيتم تحصيلها مع الوقت، كما أن الشرعيين سيقتنعون بمعطيات المعادلات الرياضية في اختلاف الوقت بالوقوف ميدانياً على البرج واكتشاف التأخير في التوقيت». من جهته، دعا عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي خلال حديثه إلى «الحياة» إلى التثبت من معلومة اختلاف التوقيت في الإفطار والإمساك لساكني برج الساعة في مكةالمكرمة، وذلك بالاستعانة من الفلكيين ومتخصصي الحساب، مفيداً بأن المسألة في حاجة إلى تثبت أكثر، إذ لا يمكن الإجابة عنها فوراً. ويعد برج ساعة مكةالمكرمة أكبر برج للساعة في العالم نظراً لقطر واجهتها الذي يزيد على 40 متراً، وبارتفاع يزيد على 400 متر عن مستوى سطح البحر، إذ يمكن رؤية الساعة من جميع أحياء مكةالمكرمة وذلك من على بعد يزيد على ثمانية كيلومترات، ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة 601 متر، فيما يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 متراً. وحظيت واجهة الساعة المزخرفة ب 98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة، ويبلغ طول عقارب الدقائق 22 متراً، فيما يبلغ طول عقارب الساعة 17 متراً، إذ يزن كلّ عقرب ستة أطنان صنعت من مادة «الكاربون فايبر». وتوجد ألواح شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية التي تعمل عليها محركات الساعة، كما ترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة في مكةالمكرمة لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية، إضافة إلى أن واجهات الساعة الأربع ترتبط بمحرك خاص بها تتناسق مع بعضها عبر إشارة وقتية واحدة هي إشارة توقيت مكةالمكرمة.