الانتصار له طعم خاص، لا يدركه إلا من يتمكن من تحدي الصعاب وقهر الظروف. لؤي ناظر سجل اسمه في صفحات النجاح الإداري ونجح بشكل أسطوري في صناعة قصة تحول من فشل هائل إلى نجاح عظيم. قاد نادي الاتحاد، أحد أهم الأندية السعودية وعميدها وصاحب الجماهيرية الجارفة، قاده وهو يواجه خطر الهبوط إلى الدرجة الأولى، واستلمه وهو يعاني من تبعات التخبط الإداري وخيارات مدرب سيئ، وإحباط جماهيري، ونفسيات محطمة لدى اللاعبين. كانت مهمة مستحيلة، ولكن لؤي ناظر رجل مواقف وإداري محنك ورياضي متمرس يفهم ويدرك عقلية العمل الإداري الرياضي، وكيفية تأهيل ذهنية الانتصار. قاد نجاح إحدى أهم شركات التأمين في العالم العربي، وحولها إلى شركة مساهمة عامة باقتدار. عمل في هيئة الرياضة السعودية واللجنة الأولمبية، وكان ناجحا وفعالا ومؤثرا خلال هذه التجربة. تلقى تعليمه الجامعي، ونال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من أحد أهم معاقل الفكر الإداري الأكاديمي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تحديدا في جامعة Ucla بلوس انجلوس بكاليفورنيا. هو الابن البكر لأحد أهم قصص النجاح في رجال الدولة، الراحل الكبير هشام ناظر، الذي قاد تنفيذ الخطط الخمسية، وإطلاق الجبيل وينبع الصناعيتين، وعمه الراحل عبدالفتاح ناظر، الذي رأس الاتحاد وحقق معه البطولة. كل ذلك يبقى غير التحدي الصعب الذي واجهه أبو هشام، وجماهير الاتحاد الغفيرة تضغط على الإدارة وهي تواجه شبح الهبوط الخطير. وسط هذه الظروف غير المسبوقة والاضطراب الإداري الكبير الذي حصل بالنادي وظروف شخصية صعبة، ومع ذلك واجه لؤي ناظر الموقف برباطة جأش ووعد الجماهير بالإنجاز، وطلب منهم الصبر وحسن الظن والفرص، وعامل اللاعبين ككيان هو منهم وهم منه، ولم يخذلهم ولم يخذلوه. وبالتدريج اكتسب الثقة وتحققت الانتصارات، وفي نفس الموسم الذي توقع الكثيرون أن يواجه الاتحاد مصيرا سيئا، يصل لنهائي بطولة كأس الملك. إنها قصة تحول أسطورية، تدرس ومدعاة للفخر. الإثارة التي قدمها الاتحاد صنعتها الجماهير في المدرج واللاعبون في الملعب، ولكن كان القائد الأبرز لها لؤي ناظر المايسترو. النجاح يصنعه المميزون، والتحدي يقبل عليه الاستثنائيون. * كاتب سعودي