في ظل اللغط الناجم عن ردات فعل عدد من حضور الحفل الختامي لجائزة الرواية العربية بشأن ما ورد في البيان الختامي من أن رواية «نجران تحت الصفر» انتصرت للإنسان في ظل نظام مستبد، أكد رئيس لجنة تحكيم ملتقى الرواية العربية الدكتور محمد سلماوي ل«عكاظ» أن بيان لجنة التحكيم تضمن حيثيات لمنح الجائزة، موضحاً ل«عكاظ» أن ما ورد فى الرواية مجازي ومتخيل وليس بالضرورة أن يتوافق مع آراء أعضاء اللجنة، مشيراً إلى أنه ليس للجنة أن تعبر عن المواقف السياسية لأعضائها، كون الجائزة ثقافية وليست مسيّسة، مشيراً إلى أن البيان الختامي تعرّض بموضوعية لمضمون الروايات المذكورة. ولفت إلى أن الحقيقة تتجلى للقارئ المتفحص بأن نجران في رواية الكاتب الفلسطيني الكبير يحيى يخلف ما هي إلا رمز مجازي وليست تأريخا واقعيا، كونها رواية خيالية وليست كتابا في التاريخ. فيما كشف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور سعيد المصري ل«عكاظ» بأن نص تقرير اللجنة الرسمي الذي قرأه الدكتور محمد سلماوي لم يتضمن هذه الكلمات، مؤكداً أن التقرير تضمن إشارات إلى أعمال يحيى يخلف التي عبّرتْ عن معاناة الفلسطينيين منذ الشتات، باستثناء روايته «نجران تحت الصفر» التي تناولت معاناة الإنسان بصفة عامة في ظروف مختلفة. من جانبه عبر الروائي الفلسطيني يحيى يخلف، عن سعادته بالحصول على جائزة ملتقى الرواية العربية في دورتها السابعة وقال «أشكر الكتاب والمثقفين العرب الذين ساهموا في إنجاح ملتقى الرواية العربية»، وأضاف: «شكرا لمن خطط ومن نفذ ومن قدم عصارة فكره، الشكر موصول لمصر الحبيبة دولة المركز في العالم العربي بعبقرية مكانها وقوة الحياة في روح شعبها وعطمة تراثها الحضاري والإنساني وتدفق نيلها العظيم الذي على ضفتيه، نبتت وتنبت الحضارات، مصر هي عاصمة الفكر والتنوير والإبداع الذي تعلمنا منه ومنه كان زادنا». واستطرد قائلا: «من فلسطين التي هي القضية المركزية لدى الأمة العربية هي من الأعز على قلوبكم فهي الأغلى لأنها هي المريض حتى يشفى والصغير حتى يكبر والغائب حتى يعود تكريمكم لي هو وسام على صدر الثقافة الفلسطينية، هذه الجائزة هي أمانة في عنقي، وموضع فخر واعتزاز في مسيرتي على مدى نصف قرن من الزمن سرت بها على دروب الحرية والكفاح، أحيي كتاب مصر والعرب الذين أشعلوا قناديل المعرفة». وتسلّم يخلف درع الجائزة التي تبلغ قيمتها 250 ألف جنيه (نحو 18 ألف دولار) في الحفلة الختامية للدورة التي أقيمت مساء الأربعاء الماضي بحضور وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم والأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة سعيد المصري ورئيس اللجنة العلمية للملتقى جابر عصفور ورئيس لجنة التحكيم محمد سلماوي. وقالت وزيرة الثقافة المصرية إن الرواية العربية عاشت خمسة أيام من الزهو فى القاهرة، لافتة إلى أن الملتقى شهد زخماً ثقافياً وحراكاً ثرياً تواصل خلاله مبدعو الرواية ونقادها. وأكدت البدء فى اتخاذ إجراءات لتنفيذ توصيات الدورة، ومنها إطلاق اسم الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني على الدورة القادمة، على أن تدور حول موضوع «الرواية العربية في مواجهة التطرف»، إعادة إصدار مجلة «الرواية» إلكترونيا أو ورقياً، عبر الهيئة العامة للكتاب أو المجلس الأعلى للثقافة وتخصيص جائزة للشباب وزيادة المساحة الزمنية للجلسات المخصصة لشهادات الروائيين، وتوثيق جلسات الملتقى إلكترونياً، وإفساح المجال لدعوة أكبر عدد ممكن من الروائيين والنقاد الشباب للمشاركة في فعاليات الملتقى، وترجمة أبرز الروايات العربية إلى لغات عدة. يذكر أن عددا من الكتاب العرب فازوا بالجائزة في دوراتها السابقة، إذ فاز في دورتها الأولى السعودي عبدالرحمن منيف؛ وفاز بدورتها الثانية المصري صنع الله إبراهيم الذي اعتذر عن الجائزة في ختام الدورة اعتراضًا على النظام السياسي آنذاك، وكانت الدورة الثالثة من نصيب الأديب السوداني الطيب صالح؛ وفاز المصري إدوار الخراط بالدورة الرابعة؛ كما فاز بالدورة الخامسة للجائزة عام 2010 الروائي الليبي إبراهيم الكوني؛ وكان آخر الحاصلين على الجائزة في دورتها السادسة عام 2015 الروائي المصري الكبير بهاء طاهر.