لا تجد شخصاً يؤمن بالله ويخشى اليوم الآخر سواءً في الداخل الليبي أو في عموم الوطن العربي العريض أو غيره إلا ويتمنى زوال تلك النقمة الجاثمة على ليبيا وعلى صدور الليبيين منذ سنين والمتمثلة في العبث القطري التركي المشترك والمتناسق لتدنيس التراب الليبي بأسراب المرتزقة والمارقين وكذا النهب لمقدرات وثروات الليبيين واستغلالها للإضرار بمصالح عموم العرب والمسلمين، عبثٌ همجيٌ وتسلطٌ باسم الدين أنهك البلاد وفرق بين قلوب العباد وصنّفهم إلى فريقين، فريقٌ في الجنة بزعمهم.. وفريقٌ في دركات السعير. وما أن انطلقت بعد طول صبرٍ وانتظار عمليات الفتح المبين والزحف الكبير لتطهير طرابلس وتحريرها من براثن مليشياتها حتى انطلقت معها صيحات النواح المأجور مقترناً بعويلٍ إعلاميٍ مأزوم من منصات الإعلام العائم بين مستنقعات الدوحة الآسنة أو عبر الأبواق الإخوانية الصدئة والمتناثرة على أطراف أزقة إسطنبول. علَّهم بذلك النواح والعويل أن يتحصّلوا على مواقفَ قد تتبلور لاحقاً إلى جهود ووساطات للتهدئة ومن ثم إلى قرارات دولية وأممية تعرقل وتؤخر عملية التطهير الكامل لما تبقى من الغرب الليبي على غِرار ما حصل من قبل من إيقافٍ لتقدم قوات الشرعية اليمنية نحو الحديدة، لإطالة أمد الأزمة بحلولٍ وهميةٍ واهية لا تسمن ولن تغني عن العمل العسكري الحاسم والحازم، حسمٌ لم يتأخر عنه القائد حفتر أكثر مما كان، و لن يفرط فيه بعد الآن. وللقائد حفتر ولكافة رجالات الجيش الوطني الليبي نقول: امضِ حفتر.. فكلنا معك ننصُرُكَ ونعضدك ونشُدّ على أزر من ينصرك، ونمقتُ ونعادي من يمقتك. امضِ حفتر.. وأرِحِ الشعب مما أوجعه وأثقله وضيّع عليه كل شيءٍ.. حتى قوت يومه أضاعه عليه وبعثره. امضِ يا حفتر.. فوالله ما قطعت وادياً ولا درباً نحو طرابلس إلا وقد قطعناه بقلوبنا ودعواتنا تسيران جنباً إلى جنبٍ معك. اضرب بنان كل مرتزقٍ وعابثٍ وجبان.. اضرب ضرباً لا يستثني أحداً منهم. امضِ يا حفتر.. وليمضِ رجالك معك ولا يلتفتْ منكم أحدٌ أبدا.. لا لنداءات أمم المنافقين ولا إلى توسلات المخادعين أو الماكرين.. امضوا فحسب إلى حيث تؤمرون.. إلى الساحة الخضراء.. وساحة الشهداء.. فهناك الموعد. وسيعلم الفجّار من إخوانِ الفوضى والإرهابِ لمن عقبى الدار. * كاتب سعودي