عرى الكاتب الإيطالي جوليو ميوتي، في مقالة مطولة نشرتها جريدة «إل فوليو» الإيطالية، الممارسات القطرية للتغلغل في أوروبا وتمويلها للمتطرفين في أنحاء القارة، وخلص للقول إن «قطر ذئب يتخفى في ثوب حمل» كناية عن النيات الخبيثة للدوحة. وانتقد الكاتب في المقالة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، الذي امتدح الدوحة أخيرا خلال زيارته قطر في أكتوبر الماضي واعتبرها «لم تعد ترعى التطرف»، مشيراً إلى أن هذا الأمر غير صحيح، مؤكداً أن قطر لا تهتم فقط بعلاقاتها الاقتصادية مع أوروبا، لكن أيضاً تذهب إلى أكثر من ذلك. ويشير الكاتب الإيطالي ميوتي في مقاله إلى الكتاب الجديد، الذي يحمل عنوان «أوراق قطر: كيف تمول الإمارة التطرف في فرنسا وأوروبا»، موضحاً أن الصحفيين الفرنسيين كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو قاما برصد كيفية توزيع الدوحة مبلغ 22 مليون يورو على مشاريع إرهابية تحت ستار الإسلام في إيطاليا وحدها، وأنه كان هناك مستفيد وحيد فعليا من هذا التمويل هو اتحاد متهم بالتعاون الوثيق مع جماعة الإخوان المسلمين في قطر، التي تُعتبر قناة «الجزيرة» هي لسان حالها في الدوحة. جرائم القرضاوي وينوه الكاتب الإيطالي في عرضه المختصر لكتاب «أوراق قطر» إلى أنه تمت الإشارة أيضاً إلى دور عدد من الإخوان، من بينهم يوسف القرضاوي المقيم في الدوحة، الذي أصدر فتوى تبيح قتل الجنود الأمريكيين في العراق، وشجع على السفر إلى الخارج للقتال في الحروب الأهلية في سورية وليبيا. كما دعا القرضاوي إلى «غزو روما»، على حد قول الكاتب الإيطالي. وينقل الكاتب الإيطالي ميوتي عن رئيس مركز دراسات ابن رشد الإيطالي سعاد السباعي قولها: «لقد قمنا بالإبلاغ عن التغلغل الأيديولوجي الذي تقوم به الدوحة منذ سنوات»، مضيفة أن التغلغل يتم في «شكل استثمارات وعمليات مالية، مع إحداث أضرار جسيمة للمجتمعات الأوروبية، بما في ذلك إيطاليا». كما اقتبس من صحيفة «لوبينيون ديلا ليبرتا» ما نشرته على لسان سعاد سباعي في وصفها قطر بأنها «ذئب يتنكر في زي حمل». وخلال ما أطلق عليه تسمية «الربيع العربي» في عام 2011 دعمت قطر، من خلال شبكة الجزيرة، جهود الإخوان للمشاركة «في تهيئة بيئة مواتية للربيع العربي» بغرض إحلالهم زعماء تونس وليبيا ومصر في ذلك الوقت. كما تم اتهام قطر بتمويل تنظيم داعش الإرهابي، حيث أعلن مساعد رئيس الأركان السابق في بريطانيا الجنرال جوناثان شو أن قطر هي إحدى الدول المسؤولة عن انتشار التطرف. ويختتم الكاتب الإيطالي ميوتي المقال قائلاً إنه بينما تتدفق الأموال القطرية باتجاه الغرب في إطار توجه أيديولوجي يبدو أن كثيراً من الأوروبيين لا يزالون يتخبطون ليستمروا في اتهاماتهم حول «خطاب الكراهية» و«العرقية» و«الإسلاموفوبيا»، بينما يتسرب الراديكاليون من خلال ديموقراطية الغرب ويستمرون في تطويقه.