صعد اسم الجنرال محمد حمدان دقلو «حميدتي» إلى الصدارة على خلفية دوره المؤثر في التحولات التي شهدها السودان في ال 72 ساعة الماضية، وحظي مؤشر البحث السريع «قوقل» بآلاف الطلبات التي تسأل عن الرجل وخلفيته العسكرية. الثابت أن الجنرال الشاب (43 عاما) الذي اعتذر عن قبول المنصب الرئاسي في المنظومة العسكرية التي تتولى قيادة حكومة الخرطوم وضع معتصمي «القيادة العامة» وزملاءه في قيادة الجيش السوداني أمام خيار صعب أسفر عن تنحي الفريق ابن عوف بعد ساعات قليلة من تنصيبه. وطبقا لمتابعين فإن حميدتي لعب دورا مؤثرا في الأحداث التي عصفت بحقبة البشير إذ كان رابع أربعة رجال طلبوا من الرئيس التنحي واختيار موقع آمن يلوذ به. ويحسم رجل قوات الدعم السريع الجدل الدائر حول الدقائق الأخيرة التي سبقت الإطاحة بالبشير، ويؤكد أن توصيف ما حدث بالرحيل تعوزه الدقة، فالأمر كان اقتلاعا بامتياز في إشارة إلى ضغوطات واجهها البشير في اللحظات الأخيرة فوافق مكرها على تجرع الدواء المر مختصرا أخطر ساعة في تاريخ السودان بعبارة «على بركة الله» تعود أصول الجنرال حميدتي إلى أحد أعرق القبائل السودانية البدوية «الرزيقات» وتشير سيرته الذاتية إلى انقطاعه عن الدراسة في الخامسة عشرة، ليشغل نفسه مثل أقرانه في القبائل العربية السودانية بتجارة الإبل وحماية الرعاة من قطاع الطرق ما أتاح له فرصة التنقل في مثلث تشاد وليبيا ومصر وتشكيل مجموعة مدنية لحراسة القوافل ليتنبه البشير إلى مواهب «قائد الدعم السريع» فأحال راعي الإبل الشاب ومجموعته إلى قوة عسكرية حاسمة تتشكل من 30 ألف عنصر مدني مسلح خاضت مواجهات في حرب دارفور ليكتسب ثقة البشير ويصبح ذراعه الأقوى بعد عوض بن عوف ما أثار غيرة خصومه من السياسيين والعسكريين. ويتذكر السودانيون مواجهة حميدتي لأحمد هارون حاكم الولاية السابق رئيس حزب المؤتمر الوطني ودعوته إلى سجن هارون قائلا «هو سبب البلاوي وشوه صورتنا».. واضطر البشير إلى جمع الرجلين لإصلاح البين، وبثت وكالة الأنباء السودانية الرسمية الصورة الشهيرة التي جمعت الخصمين اللدودين يتوسطهما الرئيس.. غير أن الرياح الخرطومية هبت من جديد لتتحقق نبوءة حميدتي.. هارون إلى السجن والبشير إلى مقره الآمن على بركة الله!